104

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Bincike

علي الرضا الحسيني

Mai Buga Littafi

دار النوادر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1431 AH

Inda aka buga

سوريا

Nau'ikan

﴿وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾
القرب: الدنو. ولم يذكر القرآن نوع هذه الشجرة، على عادته من عدم التعرض لذكر ما لم يدعو المقصود من سوق القصة إلى بيانه. والمنهي عنه هو الأكل من ثمار الشجرة. وتعليق النهي بالقرب منها؛ إذ قال: ﴿وَلَا تَقْرَبَا﴾؛ لقصد المبالغة في النهي عن الأكل؛ إذ في النهي عن القرب من الشيء قطعُ لوسيلة التلبس به؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾ [الإسراء: ٣٢]، فنهى عن القرب من الزنا؛ ليقطع الوسيلة إلى ارتكابه، وهي القرب منه. وأكد النهي بأن جعل عدم اجتنباب الأكل من الشجرة ظلمًا، وقال: ﴿فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، وقد ظلما أنفسهما إذ أكلا منها، وكان الأكل منها سببًا في إخراجهما مما كانا فيه من عيشة هنيئة واسعة.
﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا﴾:
أزل: من الزلل، وهو عثور القدم وزلقها، ثم استعمل في ارتكاب الخطيئة، كما استعمل في خطأ الرأي مجازًا. والضمير في قوله: ﴿عَنْهَا﴾ عائد إلى الشجرة.
ومعنى أزلهما عن الشجرة: أوقعهما في الزلة بسببها. ومن المحتمل أن يكون معنى (أزلهما): أذهبهما؛ كما يقال: زل من الشهر كذا؛ أي: ذهب وسقط. والمعنى: أبعدهما، وحولهما عن الجنة.
﴿فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ﴾:
ما كانا فيه: الجنة ونعيمها. والتعبير عن الجنة أو النعيم بقوله: (ما كانا فيه) أبلغُ في الدلالة على فخامة الخيرات التي كانا يتقلبان فيها مما لو قيل: من النعيم، أو الجنة؛ فإن من أساليب البلاغة في الدلالة على عظم الشيء أن

1 / 70