مدرّس ولقواعد المذهب فيها مؤسّس ثمّ دخل مصر مع من كُتب عليه الجلاء من أهل حلب.
المدرسة الشاذْبَخْتيّة - أنشأها الأمير جمال الدين شاذْبَخْت الخادم الهنديّ الأتابكيّ كان نائبًا عن نور الدين محمود بحلب ولما تمّت استدعى من سِنجار نجم الدين مسلم بن سلامة ليولّيه تدريسها فأمره الملك الظاهر بأن يولي موفّق الدين بن النّحاس فكان أوّل من درّس فيها الفقيه الإمام العالم موفّق الدين أبو الثناء محمود بن هبة الله بن طارق النّحاس الحنفيّ ولم يزل متولّيًا تدريسها إلى أن تُوفي يوم الأربعاء ثالث عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستّمائة بتلّ عبدة من أعمال حرّان عائدًا من رسالة حملها لصاحب تَبْريز من جهة الملك الظاهر ونُقل إلى حلب فدُفن بها وكان عالمًا في الخلافيّات حسن المناظرة منصف في المحاورة. وتولّى تدريسها بعده القاضي شمس الدين محمد بن يوسف ابن الخضر المعروف بابن القاضي الأبيض قاضي العسكر العادليّ ولم يزل مدرّسا بها إلى أن تُوفي ليلة الخميس سابع عشر شهر رمضان سنة أربع عشرة وستّمائة. وتولّى تدريسها بعده الصاحب كمال الدين أبو القاسم عمر بن أبي جرادة ولم يزل مدرّسًا بها وولده مجد الدين عبد الرحمان ولم يزل ينوب عن والده إلى أن استقلّ بها أخوه جمال الدين محمّد ولد الصاحب كمال الدين إلى أن كانت فتنة التتر سنة ثمان وخمسين.
المدرسة الأتابكيّة - أنشأها شهاب الدين طُغْريل الأتابك عتيق الملك الظاهر غياث الدين غازي نائب السلطنة بقلعة حلب ومدبّر الدولة بعد وفاة معتقه. انتهت عمارتها في سنة ثمان عشرة وستّمائة. وأوّل من درّس فيها الشيخ الإمام العام جمال الدين خليفة بن سليمان بن خليفة القرشيّ الحورانيّ الأصل ولم يزل بها إلى أن توفي في الرابع والعشرين من شوّال سنة ثمان وثلاثين وستمّائة وكان فقيهًا عالنًا تفقّه إلى علاء الدين الكاسانيّ ووليها من بعده مجد الدين عبد الرحمان بن كمال الدين بن العديم ولم يزل بها إلى أن خرج من حلب فرارّا من التتر إسوة بأهل بلده وأحرقت في زمان التتر وهي داثرة الآن.
المدرسة الحدّادية - أنشأها حُسام الدين محمّد بن عمر بن لاجين بن أخت صلاح الدين كانت من الكنائس الأربع اّلتي ذكرها فهدمها وبناها بناءً وثيقًا. وأول من درّس بها الفقيه الإمام الحسين بن محمّد بن أسعد بن حليم المعغوتب المجّم وكان فقيهًا عالمًا متأدبًا ولم يزل بها إلى أن استدعاه نور الدين إلى دمشق. وولي مكانه عالي بن إبراهيم بن إسماعيل الغَزْنَويّ البلقي ولم يزل بها إلى أن توفي إما سنة إحدى أو اثنين وثمانين وخمسمائة وقال مقرّب الدين أبو جعفر عمر بن قُشّام: تُوفيّ عالي سنة خمس وثمانين وخمسمائة وهذان القولان حكاهما كمال الدين بن العديم في تأريخه. ثم وليها بعده موفّق الدين أبو الثناء محمود بن طارق النحّاس الحلبيّ ولم يزل مدرّسًا بها إلى أن تُوفيّ في السنة الّتي قدّمنا ذكرها عند ذكره في الشاذْنَجْتيّة. ثمّ وليها بعده ولده كمال الدين إسحاق ولم يزل بها مدرسًا إلى أن تُوفيّ ليلة الأربعاء مستهلّ شعبان سنة أربع وأربعين وستّمائة. ووليها بعده الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الواحد الأنصاريّ ولم يزل بها مدرّسًا إلى أن تُوفيّ يوم الخميس سادس عشر شعبان سنة تسع وأربعين وستمائة. ووليها بعده ولده فخر الدين يوسف ولم يزل إلى أن قتلته التتر عند استيلائهم على حلب.
1 / 40