فسالت دمعتان من عيني زوجها، وقال: سنفعل إن شاء الله. •••
كان أثاث الغرفة التي جرت فيها الحادثة يدل على الفقر، ولكنه لا يدل على الشقاء، وكانت مادلين والدة الطفل من أجمل فتيات القرية، وهي في مقتبل العمر، وكذلك كان زوجها، وقد تزوجا منذ عام، وعرف الزوج بالجد، وعرفت المرأة بالصلاح والتقوى.
وكان الزوج ينظر إلى ولده، وقد أقتم وجهه باليأس، فقالت له امرأته: أرى يا حنا أن بكاءه قد خف.
قال: هو ذاك.
قالت: عسى أن تكون العذراء رثت لي، وأصغت إلى توسلاتي، فكفى تهز سريره، واجتهد أن تسقيه الدواء عساه يشربه الآن.
قال: سأجرب ذلك.
ثم قام إلى زجاجة الدواء، فوضع شيئا منها في إناء، وسقى الطفل، فشرب دون أن يبكي، وصاحت الأم قائلة: يا لله من عجائب العذراء! فقد أصغت إلى توسلاتي!
وقال لها زوجها: نامي الآن يا مادلين، فإنك في أشد حاجة إلى الرقاد، فألقت رأسها على الوسادة مطمئنة، ولم تكد تغمض عينيها حتى استرسلت إلى سبات عميق، وبقي الأب يهز برفق سرير الطفل، وهو يحسبه من النائمين ...
وكانت العاصفة في الخارج لا تزال ثائرة، ومع ذلك فإن أصوات الضحك كانت ترتفع من القصر إلى مسامع حنا فيقول: «هنيئا للبارونة، فإنهم يحتفلون الليلة بتنصير ولدها الذي ولد ليلة مولد ابني، ولكن شتان بين حظ هذا وحظ ذاك ...»
وعند ذلك طرق الباب، فقال في نفسه: ترى من هذا الطارق، لعله الطبيب؟!
Shafi da ba'a sani ba