Zuhd et Piété
الزهد والورع والعبادة
Enquêteur
حماد سلامة، محمد عويضة
Maison d'édition
مكتبة المنار
Édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٧
Lieu d'édition
الأردن
Genres
Soufisme
ظن بعض النَّاس أَن الْجنَّة التنعم بالمخلوق ونقدم قبل ذَلِك مُقَدّمَة يتَبَيَّن بهَا أصل مَا وَقع فِي مثل هَذِه الْكَلِمَات من الِاشْتِبَاه وَالِاضْطِرَاب وَذَلِكَ أَن قوما كثيرا من النَّاس من المتفقهة والمتصوفة والمتكلمة وَغَيرهم ظنُّوا أَن الْجنَّة التنعم بالمخلوق من أكل وَشرب وَنِكَاح ولباس وَسَمَاع أصوات طيبَة وشم رَوَائِح طيبَة وَلم يدخلُوا فِي مُسَمّى الْجنَّة نعيما غير ذَلِك ثمَّ صَارُوا ضَرْبَيْنِ بعض الْمذَاهب فِي رُؤْيَة الرب ضرب أَنْكَرُوا أَن يكون الْمُؤْمِنُونَ يرَوْنَ رَبهم كَمَا ذهب الى ذَلِك الْجَهْمِية من الْمُعْتَزلَة وَغَيرهم وَمِنْهُم من أقرّ بِالرُّؤْيَةِ اما الرُّؤْيَة الَّتِي أخبر بهَا النَّبِي ﷺ كَمَا هُوَ مَذْهَب أهل السّنة وَالْجَمَاعَة واما بِرُؤْيَة فسروها بِزِيَادَة كشف أَو علم أَو جعلهَا بحاسة سادسة وَنَحْو ذَلِك من الْأَقْوَال الَّتِي ذهب اليها ضرار بن عَمْرو وَطَوَائِف من أهل الْكَلَام المنتسبين الى نصر أهل السّنة فِي مَسْأَلَة الرُّؤْيَة وان كَانَ مَا يثبتونه من جنس مَا تنفيه الْمُعْتَزلَة والضرارية والنزاع بَينهم لَفْظِي ونزاعهم مَعَ أهل السّنة معنوي وَلِهَذَا كَانَ بشر وَأَمْثَاله يفسرون الرُّؤْيَة بِنَحْوِ من تَفْسِير هَؤُلَاءِ والمقصور هُنَا أَن مثبتة الرُّؤْيَة مِنْهُم من أنكر أَن يكون الْمُؤمن ينعم بِنَفس رُؤْيَته ربه قَالُوا لِأَنَّهُ لَا مُنَاسبَة بَين الْمُحدث وَالْقَدِيم كَمَا ذكر
1 / 127