116

Zuhd et Piété

الزهد والورع والعبادة

Chercheur

حماد سلامة، محمد عويضة

Maison d'édition

مكتبة المنار

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧

Lieu d'édition

الأردن

Genres

Soufisme
أَبَا سُلَيْمَان لما قَالَ هَذِه الْكَلِمَة لَو ألقاني فِي النَّار لَكُنْت بذلك رَضِيا أَن يكون بعض النَّاس حَكَاهُ بِمَا فهمه من المعني أَنه قَالَ الرِّضَا أَن لَا تسْأَل الله الْجنَّة وَلَا تستعيذه من النَّار وَتلك الْكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا أَبُو سُلَيْمَان مَعَ أَنَّهَا لَا تدل على رِضَاهُ لذَلِك وَلَكِن تدل على عزمه بِالرِّضَا بذلك فَنحْن نعلم أَن هَذَا الْعَزْم لَا يسْتَمر بل يَنْفَسِخ وَأَن هَذِه الْكَلِمَة كَانَ تَركهَا أحسن من قَوْلهَا وَأَنَّهَا مستدركة كَمَا استدركت دَعْوَى سمنون ورويم وَغير ذَلِك فَإِن بَين هَذِه الْكَلِمَة وَتلك فرقا عَظِيما فَإِن تِلْكَ الْكَلِمَة مضمونها إِن من سَأَلَ الله الْجنَّة واستعاذ من النَّار لَا يكون رَاضِيا وَفرق بَين من يَقُول أَنا اذا فعل كَذَا كنت رَاضِيا وَبَين من يَقُول لَا يكون رَاضِيا الا من يطْلب خيرا وَلَا يهرب من شَرّ وَبِهَذَا وَغَيره يعلم أَن الشَّيْخ أَبَا سُلَيْمَان كَانَ أجل من أَن يَقُول مثل هَذَا الْكَلَام فَإِن الشَّيْخ أَبَا سُلَيْمَان من أجلاء المشائخ وساداتهم وَمن اتبعهم للشريعة حَتَّى أَنه قَالَ انه ليمر بقلبي النُّكْتَة من نكت الْقَوْم فَلَا أقبلها الا بِشَاهِدين الْكتاب وَالسّنة فَمن لَا يقبل نكت قلبه الا بِشَاهِدين يَقُول مثل هَذَا الْكَلَام وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو سُلَيْمَان أَيْضا لَيْسَ لمن ألهم شَيْئا من الْخَيْر أَن يَفْعَله حَتَّى يسمع فِيهِ بأثر فأذا سمع فِيهِ بأثر كَانَ نورا على نور بل صَاحبه أَحْمد بن أبي الْحوَاري كَانَ من اتبع المشائخ للسّنة فَكيف أَبُو سُلَيْمَان وَتَمام تَزْكِيَة أبي سُلَيْمَان من هَذَا الْكَلَام تظهر بالْكلَام فِي الْمقَام الثَّانِي وَهُوَ قَول الْقَائِل كَائِنا من كَانَ الرِّضَا أَن لَا تسْأَل الله الْجنَّة وَلَا تستعيذه من النَّار

1 / 126