332

Le beurre de la pensée sur l'histoire de l'émigration

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

Genres

Histoire

وغاروا من تقحمهم واقتضت الحمية ركوبهم في مقابلة ذلك فقد تلمحنا هذه الصورة التي أقاموها عذرا في العدوان وجعلوها سببا إلى ما ارتكبوه من طغيان والجواب عن ذلك أن الغارات من الطرفين لم يحصل من المهادنة والموادعة ما يكف يدها الممتدة ولا يغير هممها المستعدة وقد كان آباو كم واجداد كم على ما علمتم من الكفر والنفاق وعدم المصافاة للاسلام والوفاق ولم يزل ملك ماردين ورعاياه منفذين ما يصدر من الاذي للبلاد والعباد عنهم متولين كبر مكرهم والله تعالى يقول ومن يتولهم منكم فإنه منهم وحيث جعلتهم هذا ذنبا موجبا للحمية الجاهلية وحاملا على الانتصار الذي زعمتم ان هممكم به ملية فقد كان هذا القصيد الذي ادعيتموه يتم بالانتقام من اهل تلك الأطراف التى اوجب ذلك فعلها والاقتصار على اخذ الثار ممن ثار اتباعا لقوله تعالي وجزاء سيئة مثلها لا أن تقصدوا الاسلام بالجموع الملفقة على اختلاف الاديان وتطأوا البقاع الطاهرة بعبدة الصلبان وتنتهكوا حرمة البيت المقدس الذي هو ثاني بيت الله الحرام وشقيق مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام وان احتججتم بان زمام تلك الغيارة بيدنا وسبب تعديهم من سيينا فقد اوضحنا الجواب عن ذلك وان عدم الصلح والموادعة اوجب سلوك هذه المسالك.

اولا فقد تلمحنا هذه الصورة وفهمنا ما اوردوه من الايات المسطورة والجواب عن ذلك ان هاولاء الرسل ما وصلوا الا وقد دنت اخيام من الخيام وناضلت السهام عن السهام وشارف القوم القوم ولم يبق للقاء الا يوم او بعض يوم وأشرعت الأسئة من الجانبين وراي كل خصمه راي العين وما نحن ممن لاحت له رغبة راغب فتشاغل عنها ولها ولا ممن يسالم فيقابل ذلك بجفوة النفار والله تعالى يقول وان جنوا للشلم فأجنح لها كيف والكتاب بعنوانه وامير المومنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول ما اضمر الانسان شيئا الا ظهر في صفحات وجهه وفلتات لسانه ولو كان حضور هاولاء الرسل والسيوف وادعة في اغمادها والاستة مستكتة في اعوادها والسهام غير مفوقة والاعنة غير مطلقة لسمعنا خطابهم واعدنا جوابهم.

Page 357