============================================================
منه(1) ومن علل النحو ما لم يستخرجه أحد، ولم يسبقه(2) إلى مثله سابق. وكان رجلا(3) من الأزد من فراهيد، يقال له "فراهيدي" . قال: وكان يونس يقول: افرهودي"، مثل "فردوسي"(4) . وسمعت بعض أهل العلم يذكر أن الخليل بن أحمد أخذ رسم العروض عن رجل من أصحاب محمد بن علي، أو من أصحاب علي بن الحسين عليهم السلام. فوضع له أصولا، وقسم الشعر ضروبا، سماه بها، وجعل لتلك الأقسام دوائر وأسطرا، وبناه على الساكن والمتحرك من أحرف الكلمة، والخفيف والثقيل. فكل كلمة فيها حرف متحرك وحرف ساكن سماه اسببا"، وكل كلمة فيها حرفان متحركان وحرف ساكن سماه "وتدا"، وكل كلمة فيها ثلاثة أحرف متحركة وحرف ساكن سماه "فاصلة". ثم سمى ضروب الشعر بأسماء وضعها لكل بحر، مثل الطويل والبسيط والمديد والوافر والكامل والهزج والرجز والرمل والسريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتث والمتقارب، هذا إلى سائر ما رسم فيه . فاستتب له فيه الأمر، وانقاد عليه القياس، فوزن به الشعر وزنا سويا، ثم سماه "عروضا"، يعني أنه راض القياس، فوزن به(5) الصعب من الشعر الملتوي عن وجهه حتى قومه.
وقال قوم: معنى العروض أنه استخرج ضروب الشعر وفنونه مما ذكرنا من ال الطلويل والمديد والبسيط وغير ذلك، واحتج بما قالت الرواة إن الأعشى أكثر الشعراء عروضا، وأذهبهم في فنون الشعر. وقال بعضهم يعني أكثرهم قافية مستصعبة. وأنشد: [الطويل] لهن عروض لا ينال صعودها ومعترضات ما لهن ظهور و أنشد أيضا لبعض الباهليين: [الطويل] وروحة دنيا بين حيين رحتها أسير عسيرا أو عروضا أروضها(3) (1) في م وق وك وس وز وه: منها.
(2) في جميع الأصول: ولم يسبق.
(3) في ب: رجل.
(4) طبقات ابن سلام ص9.
(5) القياس فوزن به : سقطت من ب.
(6) شعر عمرو بن أحمر الباهلي ص 120.
Page 110