لرم الاسلامةالعبمة والكلماتالإسلاميةالعيب 2041 تاليف اشيخ اي هاتماحمدبن حمدارن رازي امتوفىنةه عارضهبأصولهوعلقعليه حسينبرفضاللالهتدابي اليعبري الحرازي هوهز الدراسات والبحدثللين
Page 1
============================================================
جيع الحفوق حفوظة الطبعة الأولى 1415و21144 ل م مماء
Page 2
============================================================
شمي ج ا ح
Page 3
============================================================
أابو حاتم الدازي 00084 14 الال
عجم اتتقاقي في المصحالحات الكيزية والشقافية الجزء الأول نت ه ملطوةي 6 قتو6 الحاتةاي ققه وقدمله حيد الغانمي مصحدحه
Page 1
============================================================
4 الجزء الأول 9
Page 2
============================================================
هذاالحناي ينتمي كتاب "الزينة" إلى الفترة اللغوية من حياة الداعية الإسماعيلي ابي حاتم الرازي، قبل تفرغه الكامل إلى النشاط الدعوي. فقد تفتح ال الوعي التقدي اللغوي عند أبي حاتم الرازي في بغداد حين كان تلميذا في احلقتي المبرد وثعلب، وحين انكب على دراسة أعمال كبار اللغويين من طراز أبي عبيدة وابن السكيت وابن قتيبة . و"الزينة" معجم "اشتقاقي" فريد من نوعه في الثقافة اللغوية عند العرب، لأن المؤلف فيه أراد متابعة المفردات العربية الجاهلية، وكيف استثمرها الإسلام، من حيث هو حقبة قافية ولغوية جديدة، لبناء منظومة معرفية تستفيد من المادة اللغوية ال الجاهلية، وتتقاطع في الوقت نفسه مع مضامينها الآيديولوجية. يتابع المؤلف في موسوعة "الزينة" الاشتقاقية ما يزيد على 320 مصطلحا، يقدم أصولها الاشتقاقية، ومعانيها قبل الإسلام وبعده، رابطا بين الشكل القديم والمضمون أو المحمول الفكري أو التصوري البجديد الذي أنجز الإسلام. يوزع الكتاب مادته وفق حقول دلالية تبدأ بأسماء الله الحسنى، وتمر بالمصطلحات الدينية الأخرى، مثل الكفر والنفاق والظلم والإيمان ، م المصطلحات الأخلاقية والطقوسية، وصولا إلى المصطلحات الجاهلية في الميسر والقداح والأزلام والأنصاب. جرى تحقيق الكتاب على عشر مخطوطات تتفاوت في قدمها . وينطوي الكتاب على مقدمة تحليلية لحياة المؤلف ومصادر الكتاب، وعلاقة كل منها بالمذهب الإسماعيلي
Page 3
============================================================
Page 4
============================================================
Page 5
============================================================
5.01 1 االالل عجم انتقاقي في المصطاحات الدينية والتقافية تأليض: اي حانم أحمد بن حمدان الدازي المتوفقي سنة 322ه الجزء الأول ققه وقدمله حيل الفانمي
Page 6
============================================================
أبو حاتم الرازي: كتاب الزينة، الجزء الأول، الطبعة الأولى ل حققه وقدم له: سعيد الغانمي كافة حقوق النشر والاقتباس والترجمة مفوظة لمنشورات الجمل، بيروت - بغداد 2015 لفون وفاحس: 9611353304..
صب: 113/5438- بيروت - لبنان -4616d 16684446b 1122.71667 2264d626. r. - 262d0ba0 646. -461 9.496.7621a661db0 للة
Page 7
============================================================
هتدمة الكناب حياة أبي حاتم الرازي وأعماله حين تنعدم الوثائق، وتتضارب النصوص، فإن ترميم صورة دقيقة عن حياة شخصية من الشخصيات يغدو أمرا شاقا، لا سيما حين تكون هذه الشخصية اباطنية"، عاشت جزءا من حياتها في غلاف من السرية والكتمان. وهكذا هي الحال مع ترجمة أبي حاتم الرازي . فلا تكاد توجد واقعة واحدة لا يحيط بها الاختلاف، بدءا من لقبه، وانتهاء بمذهبه. من هنا يجد الباحث نفسه في متاهة من الأخبار المتناقضة، التي لا يمكن حلها إلا بصعوبة، وبكثير من الاحتراس ، الذي يقرب من حدود الاستنتاج غير الأكيد. مع ذلك، فلا بد من وجود نص ما يمكن أن يكون بمثابة دليل هاي في استكشاف سيرة أبي حاتم . ولحسن الحظ، يوجد هذا الليل في الترجمة الوحيدة المتوفرة له في كتاب غير إسماعيلي، ألا وهي الترجمة التي نقلها الحافظ ابن حجر في كتابه "لسان الميزان"، وهي ترجمة نقلها من كتاب آخر هو "تاريخ الري" . ومع ما في هذه الترجمة من أخطاء في التحقيق، فلتكن هي الدليل الهادي لنا في كتابة سيرة حياته : "أحمد بن حمدان بن أحمد الورسناني (1)، أبو حاتم الكشي. ذكره أبوا (1) في الأصل : الورساهي. واسمه في غلاف نسخة (ل) من مخطوطة الزينة، وهي من أقدم مخطوطات الكتاب: أحمد بن محمد بن حمدان. وتكتفي النسخ الأخرى بتسميته أحمد بن حمدان. وسماه إيفانوف عبد الرحمن بن حمدان الورسناني الرازي في كتابه عقيدة الفاطميينا ص 4.
Page 8
============================================================
الحسن بن بابويه(1) في "تاريخ الري" وقال: كان من أهل الفضل والأدب والمعرفة بالغة، وسمع الحديث كثيرا، وله تصانيف، ثم أظهر القول بالإلحاد، وصار من دعاة الإسماعيلية، وأضل جماعة من الأكابر، ومات في سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة" (2).
وبمعزل عن تهمة الإلحاد، فعلا تبدو هذه الترجمة دقيقة إلى حد ما . فلنقارن المعلومات التي تنطوي عليها بالمعلومات المستمدة من المصادر الأخرى، بدءا من الاسم، فاللقب، فالنشاط الثقافي الذي بدأه باللغة والأدب والحديث، وصولا الى أخريات حياته، حين اعتنق المذهب الإسماعيلي، و"أضل جماعة من الأكابر" كما يقول نص الترجمة.
تتفق صيغة اسمه، كما يوردها ابن حجر، مع صيخة اسمه في مخطوطات كتبه. لكن لقبه الأشهر، أعني "الرازي"، يختفي عن هذه الترجمة. ولكن ما دام النص منقولا عن كتاب عن "تاريخ الري"، فلا بد أن المترجم له فيه هو "أبو حاتم الرازي". وهنا ينبغي لنا منذ البداية أن نميز بين أبي حاتم الرازي الداعية ال الإسماعيلي، وشخصين آخرين يشتركان معه في الكنية واللقب، هما أولا: أبو حاتم الرازي، محمد بن إدريس الحنظلي، المتوفى سنة 277 ، الذي كان محدثا وصفه الذهبي بأنه في علم الحديث "من نظراء البخاري ومن طبقته، ولكنه ععر بعده أزيد من عشرين عاما"(3). ولما كان سعد بن عبد الله القمي الأشعري،ا مؤلف كتاب "المقالات والفرق"، المتوفى سنة 301، قد درس الحديث على أبي حاتم الرازي المحدث هذا ، على ما تذكره المصادر الإمامية(4)، وكانت هناك (1) في الأصل: ابن بانويه . والمقصود هو أبو الحسن علي بن عبيد الله منتجب الدين بن بابويه القمي الرازي، الذي تذكر المصادر الحديثة أنه توفي بعد سنة 585، ولكن ذكر ابن الفوطي أه عاش حتى سنة 600. انظر : ابن الفوطي : مجمع الآداب في معجم الألقاب 513/5 .
وله أيضا فهرست ممائل لفهرست ابن شهراشوب، طبع مؤخرا. ولم يعثر على كتاب "تاريخ الري" المذكور.
(2) لسان الميزان 448/1 .
(3) الذهبي : سير أعلام النبلاء 321/9، وانظر في ترجمته أيضا : تاريخ بغداد (ط دار الغرب) 414/2، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 418/1، معالم العلماء لابن شهراشوب ص 93 .
(4) انظر مثلا : النجاشي ص 177 .
Page 9
============================================================
بعض القطع المشتركة في كتابه والفقرات الواردة عن الشيعة في "الزينة" ، فقد ذهب حسين الهمداني إلى أن القمي الأشعري "قد أخذ عن أبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي"(1) . وهذه مفارقة تاريخية سنعود إليها عند بحث مصادر الزينة .
والشخصية الثانية هي أبو حاتم الرازي المعتزلي، الذي تذكر المصادر المعتزلية أنه كان من جيل تلاميذ القاضي عبد الجبار. وقد أشكل على محقق كتاب "فضل الاعتزال"، فعرف بأبي حاتم الرازي الإسماعيلي. والحال أنه متأخر بما يقرب من أربعين سنة، لأن أبا حيان التوحيدي ذكر أنه رآه وهو يقرأ على أبي الحسن العامري رسالته "إنقاذ البشر من الجبر والقدر" في الري سنة 359(2) .
لقب "الرازي" إذأ هو اللقب الأول والأشهر الذي حمله أبو حاتم. ولعله اكتسب هذا اللقب لولادته في الري، ونشأته فيها، وبقائه هناك، حتى ارتحل إلى بغداد، وهو في مقتبل العمر، كما سنرى فيما سيأتي .
و فيما يتعلق باللقب الآخر "الورسناني"، فقد ذكر ابن النديم "أبا حاتم" في موضعين، الأول سماه فيه الورسناني فقال: "أول من قدم من بني القداح إلى الري وأذربيجان وطبرستان رجل حلاج القطن، ثم مات، فخلفه ابنه، ثم مات الابن فخلفه رجل يعرف بغياث، ثم مات، فخلفه ابنه ورجل يعرف بالمحروم، ثم مات، فخلفه أبو حاتم الورسناني، وكان ثنويا، ثم صار دهريا، ثم تزندق وحصل على الشك"(3). ومن الواضح أن ابن النديم ينقل عن نص بالغ العداوة للإسماعيليين.
ولا نريد أن نعنى بهذه التهم هنا . غير أن إشارته التالية بعد صفحتين إلى "أبي حاتم الرازي" وكتابه "الزينة" جعلق بعض الباحثين يتصورون أن هناك شخصيتين هما أبو حاتم الورسناني، وأبو حاتم الرازي. وهذه النسبة إلى "ورسنان"، وهي كما يقول ياقوت الحموي، من قرى سمرقند(4) .
أما اللقب الثالث "الكشي"، فقد ورد في مصدرين آخرين، لكنه ورد مصحفا (1) مقدمة الزينة ص 27.
(2) التوحيدي : الإمتاع والمؤانسة 222/1.
(3) ابن النديم : الفهرست ص 234.
(4) ياقوت : معجم البلدان 371/5.
Page 10
============================================================
في الحالتين. ففي أثناء تعداد نشاط دعاة الإسماعيليين، يتعرض القاضي عبد الجبار المعتزلي لذكر "أبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي الكلابي"(1) .
وكانت هذه الكلمة تقرأ في البداية "الكلائي"، لأنها غير واضحة في أصل المخطوط.
وعلى النحو نفسه ذكر نظام الملك "رجلا كنيته أبو حاتم الكينتي" . وهي كلمة لم يتوصل ناشر الأصل الفارسي للكتاب، ولا مترجمه إلى العربية إلى قراءة صحيحة لها . وقد أوقعت هذه القراءات المختلفة لهذا اللقب الباحثين في تأويلات مختلفة، فذهب بعضهم إلى أنه "الليثي"، وهو لقب يشير إلى أصوله العربية، أوا الكلاثي"، وهو أيضا لقب لقبيلة عربية من اليمن. والحال أن ياقوت يورد أن هناك عدة قرى تحمل اسم "كش"؛ منها "قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على جبل"، ول"موضع بما وراء النهر"، ولقرية من قرى أصبهان"(2) . والأرجح أن هذين القبين، "الورسناني" و"الكشي" ، يشيران إلى نشاط أبي حاتم الدعوي في هذ ه المناطق، حين صار من كبار دعاة الإسماعيلية في أواخر حياته .
الدراسسة في بغداد ستطيع أن نحدد تاريخا تقريبيا لمجيء أبي حاتم الرازي إلى بغداد من رواياته الشفوية عن كبار أساتذته فيها، وهو ينص على أنه سمع من المبرد المتوفى سنة 286، وثعلب المتوفى سنة 291، وأبي سعيد السكري المشهور أنه توفي سنة 275 . وإذا أخذنا بهذا التاريخ لوفاة السكري، فلا بد أن مجيئه إلى بغداد كان قبل سنة 275 . لكن هذا التاريخ يبدو متقدما جدا، وهناك مؤشرات كثيرة تدعو إلى استبحاده.
أولا أن هذا التاريخ لوفاة السكري هو التاريخ المشهور الذي أخذت به أغلب الروايات، لكن هناك روايات أخرى تشير إلى أنه توفي سنة 290(3). وقد وجد (1) القاضي عبد الجبار : تثبيت دلائل النبوة 346/2 .
(2) ياقوت الحموي: معجم البلدان 462/4 .
(3) نزهة الألباء ص 161، وإنباه الرواة 327/1.
Page 11
============================================================
الشيخ محمد حسن آل ياسين أن قراءة ديوان أبي الأسود على السكري كانت سنة 288، مما يرجح أن سنة وفاته هي سنة 290 فعلا(1) .
ثانيا أن هذا التاريخ يعني أن الرازي دخل بغداد حين كان ابن قتيبة المتوفى سنة 276 ما يزال حيا. وقد كان الرازي معجبا غاية الإعجاب بأعمال ابن قتيبة، واستشهد بعدر كبير جدا منها ، بحيث يمكن القول إن أعمال ابن قتيبة كانت المعين الأكبر في دراسته اللغوية. والحال أنه لا توجد إشارة واحدة في "الزينة" تدل على أن الرازي سمع من ابن قتيبة، بل هو يكتفي بالنقل من كتبه فقط .ا ثالثا أننا نعتقد أن أبا حاتم بدأ بإعداد المادة الأولى للزينة في أثناء مقامه بغداد. ولم يكن من عادته الترحم على أساتذته الموتى. لكنه خالف هذه القاعدة مرة واحدة عند ذكره السكري، حيث ترحم عليه، مما يمكن أن يعني أن حدث موته كان ما يزال حدثا قريبا، في أثناء إعداد المادة الأولى للكتاب.
لهذه الأسباب، وهي ليست بالأسباب القاطعة، نرجح أنه دخل بغداد بعد وفاة ابن قتيبة سنة 276 . وقد كانت دراسته على المبرد في البداية . ولعل هذه الدراسة امتدت حتى وفاة المبرد. لكنه في الوقت نفسه كان يلم بمجالس ثعلب، ويضع بين يديه آراء المبرد، ويستطلع رأيه فيها، مستثمرا التنافس اللغوي بين المدرستين، كما حصل على ما يبدو في رأي المبرد أن الميم في (اللهم) تنوب عن ياء النداء. فكان رد ثعلب أن هذا خطأ، لأن ياء النداء تدخل على (اللهم)، فيقال (يا اللهم) .
وإذا شئنا أن نرتب أوقات الدراسة حسب وفيات العلماء، فقد بدأ أبو حاتم بالدراسة على المبرد، وانتقل بعد وفاته إلى ثعلب. وحافظ في الوقت نفسه علىا ال الدراسة على السكري. غير أن الفضل الأكبر في تفتح وعيه النقدي لا يعود إلى المبرد شخصيا، بل إلى الحلقة اللغوية التي كانت تحيط بالمبرد.
وهنا تنبغي الإشارة إلى مسألة مهمة، وهي أن الأستاذ لم يكن يمثل معرفته الشخصية وحسب، بل كان ينقل معه آراء أساتذته إلى تلاميذه، ويتيح إيصال كتبا المعلمين القدماء إلى الطلبة الجدد. على سبيل المثال ، يقال إن المبرد كان يحتكر (1) مقدمة ديوان أبي الأسود الدؤلي ص 27 .
Page 12
============================================================
كتاب سيبويه و"لا يمكن أحدا من نسخته"(1) . وبالتالي فالاتصال بالأستاذ كان يعني الاتصال بحلقة أساتذته السابقين في الوقت نفسه. وقد درس المبرد مثلا علىا ال الجاحظ والجرمي والزيادي والرياشي والسجستاني وغيرهم(2). ويمكننا أن نتصور أن بعض النقول الموجودة في كتاب "الزينة" عن الجاحظ ، مثلا ، كانت قد وصلته عن طريق اتصاله بالمبرد.
في حلقة المبرد سنرى، في الفقرة المخصصة لمصادر "الزينة" ، أن أبا حاتم الرازي اعتمد على مكتبة كاملة، ربما كانت تزيد على مائة كتاب، نقل منها في أثناء تأليفه الزينة" . وإذا وضعنا في حسباننا صعوبة الحصول على الكتب في ذلك الحين لاا أمكننا الاستنتاج أن أبا حاتم كان يتمتع بوضعية مادية ميسورة تتيح له ليس فقط ال الدراسة على كبار اللغويين ودفع أجورهم الغالية نوعا ما ، بل أيضا الوصول إلى المصادر، مهما كانت غالية ونادرة يحتكرها الباحثون.
و يبدو أن وعيه النقدي اللغوي قد تفتح في حلقة المبرد. ففي حلقة المبرد ، تعرف على كبار الشخصيات اللغوية والكلامية من معاصريه، ونقل في "الزينة" ما يدل على لقائه بهم، بذكر أسمائهم الصريحة، أو تلميحا بنقل نصوص منهم مع إغفال التصريح بذكر أسمائهم.
ومن أهم تلاميذ المبرد الذين بقيت علاقة الرازي بهم طيبة علي بن سليمان الأخفش الأصغر. وقد استشهد أبو حاتم بنصوص له في عدة مواضع من كتابه .ا على أننا لم نستطع العثور على هذه النصوص، لأنها في الأرجح من الجزء الأول ال المفقود من كتابه في "شرح الاختيارين" . والظاهر أن العلاقة بينهما لم تطل، لأن علي بن سليمان ترك بغداد متجها إلى حلب سنة 287، ومنها إلى مصر سنة 306 .
ولم يعذ إلى بغداد إلا سنة 308، وكان الرازي قد غادرها، وقد توفي فيها سنة (3)316 (1) طبقات الزبيدي ص 217.
(2) مقدمة كتاب البلاغة ص 18- 20.
(3) مصادره وفيات الأعيان 302/3، إنباه الرواة 276/2.
Page 13
============================================================
أما أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري الزجاج، فقد كان من أقرب تلاميذ المبرد إليه، وأكثرهم اتصالا به . وصف ابن النديم علاقته بالمبرد قائلا: الزجاج أقدم أصحاب المبرد قراءة عليه، وكان من يريد أن يقرأ على المبرد يعرض عليه أولا ما يريد أن يقرأه"(1) . وما دام وسيطا بين المبرد وتلاميذه الجدد ، فلا بد أن أبا حاتم الرازي قد تعرف عليه، في بدايات استدخاله إلى حلقة المبرد في هذه الفترة. لكن يبدو أن الطابع السلبي هو الذي طغى على علاقتهما، لأن أ با حاتم لم يذكره بالاسم على الإطلاق في كتابه كله . مع ذلك هناك ما يشير إلى أنه استوحى عمله الأولي المبكر في "تفسير أسماء الله الحسنى". كما نقل بعض النصوص النحوية حول تعريف "الاسم" واشتقاقه من كتابه "معاني القرآن"(2). لكنه أغفل ذكر اسمه، ونقل نصه تحت العنوان المغفل "قال بعض اللغويين" . ولعل علاقة الزجاج الطيبة بمؤسسة الخلافة العباسية هي السبب في استبعاد أبي حاتم ذكره الصريح.
ويبدو أن أتباع الزجاج عاملوه بالمثل. فالزجاجي، تلميذ الزجاج المخلص.
الذي بقي ينسب نفسه له حتى في اللقب، أغفل ذكر أبي حاتم في جميع أعماله، ولا سيما في كتابه "اشتقاق أسماء الله"، وإن كانت توجد في هذا الكتاب بالتحديد إشارات واضحة تدل على اطلاعه على الجزء المخصص لأسماء الله في كتاب "الزينة".
ومن ضمن الشخصيات التي تعرف عليها الرازي في حلقة المبرد شخص يكرر ال الإشارة إليه، ويسميه "أبا بكر القارئ". والأرجح أنه أبو بكر الحسن بن العلاف الشاعر الراوية المقرئ (المتوفى سنة 316) ، الذي عرف بقصيدته في رئاء المبرد: مات المبرد وانقضق أيامه وسينقضي بعد المبرد ثعلب(3 وهو أيضا الذي اشتهر بقصيدته في رئاء الهر، التي قيل إنه ورى به عن ابن (1) ابن النديم : الفهرست ص 84 .
(2) يرى محقق الكتاب أن الزجاج بدأ الكتابة فيه سنة 285 ، وانتهى منه سنة 301، أي قبل وفاته بحو عشرة أعوام، انظر مقدمة معاني القرآن 21/1.
(3) سعيد الغانمي : شعر ابن العلاف، مجلة البلاغ، ع1 ، بغداد، 1977، ص 65.
Page 14
============================================================
المعتز. كما أنه صاحب النادرة الشهيرة عن الإسراف في استخدام الاشتقاق .
ويروي ياقوت، نقلا عن حمزة الأصفهاني، أنه أطلقها بحق الزجاج وإكثاره من استخدام الاشتقاق في غير موضعه. "قال حمزة: وشهدت ابن العلاف الشاعر وعنده من يحكي عن كتاب الزجاج أشياء من شنيع الاشتقاق الذي فيه، ثم قال إني حضرته وقد سئل عن اشتقاق القصعة، قال: لأنها تقصع الجوع، أي تكسره. قال ابن العلاف: يلزمه أن يقول: الخضض مشتق من الخضيض، والعصفر مشتق من العصفور، والدب مشتق من الدب، والعذب من الشراب مشتق من العذاب، لا والخريف من الخروف، والعقل مشتق من العاقول، والحلم مشتق من الحلمة، والإقليم من القلم، والخنفساء من الفساء، والخنثى من الأنثى، والمخنث من المؤنث. ضرط إبليس على ذا من أدب"(1). وبالطبع يشترك أبو حاتم الرازي مع الزجاج في مثل هذه الاشتقاقات.
لقد استشهد أبو حاتم بآراء "أبي بكر القارئ" في ثلاثة مواضع. وفي واحد من هذه المواضع، وهو الذي يرد في مادة "السحر" عن كون "المسخر" تعني المعلل" أو "المخدوع"، يتطابق هذا الرأي مع رأي أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (271- 328) ، مؤلف كتاب "الزاهر في معاني كلمات الناس"، ومن م طابقة الشواهد التي ينفرد بها كتابا "الزينة" و"الزاهر" يتضح أن مؤلفيهما استفادا من بعضهما، وأن كلا منهما اطلع على عمل الآخر. ومن المرجح أن ابن الأنباري لم يدرس على المبرد، لأنه كان صغيرا نسبيا حين توفي الأخير، لكنه درس على ثعلب(2). ويقال إنه كان شابا موهوبا بحيث إنه استقل في حلقة دراسية، وهو ما يزال في العشرينيات من العمر. ومن المحتمل أن لقاءهما جرى في أجواء حلقة ثعلب. وكذلك مع أبي بكر الأصفهاني، مؤلف كتاب "الزهرة" ، الذي كان صديقا ملازما لثعلب، يكثر الجلوس معه. وهكذا لا نستطيع الجزم بشخصية "أبي بكر" الحقيقية إلا تخمينا . ويصح الشيء نفسه على "أبي جعفر" ، الذي نرجح ترجيحا أنه النحاس، اللغوي المصرية، مؤلف "إعراب القرآن" (1) ياقوت الحموي: معجم الأدباء 92/1.
(2) ابن الأنباري : نزهة الألباء في طبقات الأدباء ص 197 .
Page 15
============================================================
و"امعاني القرآن" ، الذي كان في بغداد حينما كان أبو حاتم يعيش فيها .ا وقد أشار الرازي إلى بغداد باعتبارها المكان الذي تعرف فيه إلى واحد من كبار علماء المعتزلة، وهو محمد بن عمر الصيمري، في مادة "الكرسي" من كتاب الزينة"، وذكر أنه "كان من مشايخ المعتزلة، وكان أمينا" . وقد كان الصيمري من أصحاب أبي علي الجبائي، وقد رد عليه الأشعري في بعض كتبه(1) .
وربما كانت معرفة أبي حاتم الأولى بأبي القاسم الكعبي البلخي (المتوفى سنة 319) تعود إلى هذه الفترة نفسها . لأن أبا القاسم البلخي يقول بصريح العبارة احدثني المبرد رحمه الله"(2). مما يدل صراحة على أنه درس عليه. لكن يبدو أن الانتماء المذهبي للرجلين قد حال دون تطوير علاقتهما إيجابيا . ولهذا فما إن أصدر أبو القاسم كتابه "المقالات" في تسعينيات القرن الثالث، حتى تصدى له الرازي بطريقة تشي بانتقاصه قائلا: "وقد قرأت كتابا ألفه رئيس من رؤساء هذه المقالة المعروفة بالقدرية، يعرف بالبلخي..."(3).
و الأرجح أنه التقى بعدد آخر كبير من اللغويين والمتكلمين ورواة الحديث في أجواء حلقة المبرد، منهم من يذكرهم صراحة، مثل الهاشمي، ومنهم من لم يذكرهم مثل الخرائطي (المتوفى سنة 327) . وبخصوص هذا الأخير، فإن هناك ا الا ا ا ا الا من الششاط اللغوي إلى النشاط الدعوي تفق المصادر المعادية للإسماعيلية على أن أبا حاتم الرازي قضى الجزءا الأكبر من حياته منصرفا إلى البحث اللغوي الخالص، دون إقران هذا البحث بمذهب دعوي بعينه . لكنه بعد أن اشتهر باهتماماته اللغوية بدأ ينصرف انصرافا (1) توفي سنة 315، وله ذكر في الفهرست ص 87، وفضل الاعتزال ص 308، وتبيين كذب المفتري ص 134.
(2) أبو القاسم البلخي: قبول الأخبار 21/1 .
(3) الزينة، مادة (القدرية) .
Page 16
============================================================
كليا إلى العمل الدعوي كداعية إسماعيلي حركي، ولعل هذا حصل في أواخر حياته . وهذا هو معنى عبارة ابن بابويه السابقة في "تاريخ الري" لدى ابن حجر: كان من أهل الفضل والأدب والمعرفة باللغة، وسمع الحديث كثيرا، وله تصانيف". وهو أمر يتأكد بما ينقله نظام الملك من أن الداعية الإسماعيلي غياث، لا حين ترك مرو الروذ، وذهب إلى الري "جعل يدعو أهلها سرا من جديد، واتخذ له في ناحية بشاوية خليفة كان ذا معرفة واسعة بالشعر العربي وغريب الحديث(1) وكنيته أبو حاتم"(2).
من الواضح إذا أن أبا حاتم كان قد كرس الجزء الأكبر من حياته الأولى لنشاط اللغوي. ويبدو أنه أكمل المادة الأولى من كتابه ، إن لم يكن الكتاب بأكمله، في أثناء فترة إقامته في بغداد . لأن إنجاز هذا العمل يتطلب تفرغا كاملا واستقرارا هادئا لمراجعة مئات المصادر حول اشتقاق المفردات اللغوية. والواقع أن بيئة بغداد المستقرة نسبيا في ذلك الوقت كانت هي المكان الأنسب لإنهاء عمل من هذا النوع. فضلا عن ذلك، فإن أواخر أعمال معاصريه التي يشير إليها أبوا حاتم تعود إلى أواخر القرن الثالث. فقد بدأ الزجاج كتابه "معاني القرآن" وانتهى منه بين سنتي 281 -301، وعلى النحو نفسه انتهى أبو القاسم البلخي من كتابه "المقالات" بين سنتي 297-291.
من هنا نرى أن الرازي انتهى من كتابة "الزينة" مع نهاية القرن الثالث الهجري. والأرجح أنه كتب القسم الجوهري منه في بغداد ذاتها. ومن الواضح انه لم يكن معنيا بأي نشاط دعوي في هذه الفترة، بل كان منصرفا تماما إلى النشاط اللغوي. والحقيقة أنه أخفى ما يدل على مذهبه إخفاء تاما، وإن لم يخف تشيعه، بل جاهر به وأعلنه.
(1) في الترجمة العربية لكتاب (سياست نامه) ، وردت عبارة (غريب الحديث) بصيغة (الأحاديث الغريبة) . وهذه ترجمة مغلوطة بالتأكيد، لأن غريب الحديث حقل دراسي يعنى بدراسة المفردات الغامضة الغريبة في كلام القدماء. وهذه إشارة إلى كتاب "الزينة" ، حيث يصنفه نظام الملك ضمن الكتب التي تعنى بغريب الحديث، ككتاب أبي عبيد وابن قتيبة . وقد أشار ابو حاتم نفسه إلى غريب الحديث في مقدمته .
(2) نظام الملك : سياست نامه، الترجمة العربية، ص 250.
Page 17