============================================================
والصفع، لم يقدروا أن يدلوا عليه باسم واحد كما دل اللطم والصفع وغيره على مواضعه، حتى يكثر الكلام ويطول التفسير . هذا قول الفراء.ا ونقول في مثل هذا المعنى إن العرب قالث في الجراحات، لما كان بالسيف اضربة" ، وبالرمح "طعنة"، وبالسهم "رشقة" ، وبالسكين "وجأة"، وبالحجر اشدخة" ، وبالسوط "تقنيع" . فاكتفوا بذكر هذه الجراحات عن ذكر السلاح. وليس هذا لسائر الأمم، حتى يذكروا السلاح المعمول به . واختصرت العرب بهذه الألفاظ اقتصارا عليها من ذكر الآلات المستعملة .
قال أبو عبيد(1) القاسم بن سلام(2) : للعرب في كلامها علامات لا يشركهم فيها أحذ من الأمم نعلمه، منها إدخالهم الألف واللام في أول الاسم، وإلزامهم اياه الإعراب في كل وجه، في الرفع والنصب والخفض، كما أدخلوا في الطور"، وحذفوا الألف التي في آخر الحرف، فألزموه الإعراب في كل وجه وهو بالشريانية "طورا" على حال واحد في الرفع والنصب والخفض. وكذلك اليم"(3) هو بالسريانية "يما"(4)، فأدخلت العرب فيه الألف واللام، وصرفته في جميع الإعراب على ما وصفت. قال: ومن علاماتهم التي فصل(5) بها كلامهم من كلام العجم إدخالهم القاف في آخر الاسم في موضع الهاء، كقولهم "الإستبرق"، وهو الغليظ، وهو "إستبره" بالفارسية، وقولهم "يلمق" ، وهو لايلمه"، وإدخالهم الجيم في آخر الحروف، كقولهم "موزج" ، ولاديباج"، وهو "موزه" ولاديباه" .
(1) في م وس وق وك: أبو عبيدة، (2) مؤلف لاغريب الحديث" ، توفي سنة 224، ترجمته في المعارف لابن قتيبة ص 549 ، نزهة الألباء ص 109، طبقات الفقهاء للشيرازي ص 102، طبقات الشافعية لابن كثير 153/1، وطبقات السبكي 375/1، وفيه مصادر كثيرة، وانظر مقدمة تحقيق "غريب الحديث" . ولعل النص أعلاه من كتابه المفقود اغريب القرآن" . وقد اعتمد المؤلف على الكتابين ، كما اعتمد على كتب أخرى له.
(3) الجملة من (وهو بالسريانية) سقطت من ه.
(4) في اللغة السريانية حرف الألف في آخر الكلمة هو أداة تعريف، والسريانية لغة بنائية، لا تعرف الاعراب أو تغيير حركات أواخر الكلمات. ولذلك فطورا ويما تعني الطور أو الجبل واليم أو البحر، بأداة التعريف.
(5) في م وس وق وك: فصلت، وفي ه: فضلت، وفي المطبوع: فصل.
Page 108