ﷺ "خير الناس قرنى - أي اصحابي - ثم الذين يلونهم - يعني التابعين - ثم الذين يلونهم يعني اتباع التابعين" ١ قال أبو اسحاق الزجاج: وجائز أن يكون القرن اسما لجملة الأمة وهؤلاء قرون فيها وإنما اشتقاق القرن من الاقتران قال أبو منصور: فجائز أن يكون معنى قوله: تطلع بين قرني الشيطان أي بين جماعته الاولين وجماعته الاخرين وقال الله ﵎: ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ﴾ ٢ أي: من جماعة مقترنة والله أعلم بما أراد.
يقال فلان قرن فلان أي: مثله في السن وفلان قرنه في الشجاعه.
قال الشافعي: ﵀: "وأوكد الصلاة بعد الفرض الوتر ويشبه أن تكون صلاة التهجد"٣.
والوتر: من الاعداد ما ليس بمزدوج ويقع الوتر على الواحد والثلاث والخمس والسبع والشفع ما كان من الاعداد مزدوجا مثل الاثنين والأربعة والستة والتهجد القيام من النوم يقال: هجد الرجل يهجد هجودا إذا نام فهو هاجد وتهجد إذا القى الهجود عن عينيه وهذا كما يقال: حرج واثم إذا فعل فعلا يلزمه الاثم ثم يقال تحرج فلان وتأثم إذا القى الحرج والاثم عن نفسه باجتنابه ما يأثم به ولهذا نظائر في كلام العرب ستراها إن شاء الله.
والنوافل من الصلوات واعمال البر التي ليست بمفروضه سميت نوافل لانها زيادة على الأصل فالاصل الفرائض والنوافل زيادة عليها الا ترى انه يقال لولد الولد نافلة لان الأصل هو الولد الذي لصلبه وولد ولده زيادة عن الأصل قال الله تعالى في قصة ابراهيم ﵇: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً﴾ ٤
وكذلك يقال: الغنائم إنما هي زيادات على الأصل الفرض الجاري لهم، ويقال لثلاث ليال من بعد الغرر – وهي ثلاث ليال من
_________
١- متفق عليه: من حديث ابن مسعود ﵁.
٢- سورة الأنعام الآية ٦
٣- مختصر المزنى "١ / ١٠٢"
٤- سورة الأنبياء الآية ٧٢
1 / 73