قال الشافعي: "والنهي عن الصلاة في أعطان الابل اختيار"١.
والاعطان: جمع العطن وهو الموضع الذي تنحى إليه الابل عن الماء إذا شربت الشربة الأولى فتبرك فيه ثم يملأ الحوض لها ثانيه فتعود من عطنها إلى الحوض لتعل أي تشرب الشربه الثانيه وهو العلل ولا تعطن الابل على الماء الا في حماره القيظ فإذا برد الزمان فلا عطن للابل وموضعها الذي تبرك فيه على الماء يسمى عطنا ومعطنا وقد عطنت تعطن وتعطن عطونا، وأما حديث عمر ﵁ أنه دخل على النبى ﷺ وفي البيت أهب عطنه.
فالعطنه: من الجلود التي قد عطنها الدباغ في الدباغ حتى انتنت وامرق عنه صوفها وقد عطنت تعطن عطنا. ومراح الغنم مأواها واحد. تجوز مأواتها بالتاء وهكذا كثيرا مما سمعته من العرب وهي حيث تأوي اليها بالليل.
وفي حديث الصنابحي أن رسول الله ﷺ قال: "ان الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان فإذا ارتفعت فارقها" ٢
القرن على وجوه: فقرن رأس الإنسان ناحيته ولكل انسان قرنان في رأسه أي ناحيتان والقرن قرن ذوات القرون من البقر والغنم والاوعال والقرن من الناس الذين كانوا مقترنين في ذلك الوقت والذين يأتون من بعدهم ذوو اقتران آخر فقوله: "الشمس تطلع بين قرني الشيطان" يحتمل أن يكون عنى قرني رأسه وهما ناحيتاه ويحتمل غيره واخبرني المنذري انه سأل ابراهيم يعني الحربي عن معنى هذا الحديث فقال هذا مثل يقول حينئذ يتحرك الشيطان ويتسلط فيكون كالمعين لها وكذلك الحديث الاخر: "ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" ٣ ليس معناه انه يدخل جوفه ولكنه مثل لتزيينه له المعاصي وقال النبي
_________
١- السابق "١ / ٩٨"
٢- صحيح: أخرجه مالك في "الموطأ" من حديث عبد الله الصنابحي به وإن كان عبد الله هذا صحابيا فهو صحيح فقد اختلفوا فيه فمنهم من أثبت صحبته ومنهم من نفاها ولكن الغالب أنه صحابي فقد اورده الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في "القسم الأول" وهذا الوضع فيه كل من ثبت صحبته.
٣- متفق عليه: من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه.
1 / 72