فهي لذلك تحتج على بلاغكم الذي وجهتموه اليوم وتوقع مسئوليات جميع النتائج المباشرة وغير المباشرة التي تنجم إما عن هجوم الأساطيل أو عن إطلاق المدافع على الأمة التي تقذف في وسط السلام القنبلة الأولى على الإسكندرية المدينة الهادئة، مخالفة بذلك لأحكام حقوق الإنسان ولقوانين الحرب. ا.ه.
22
وأيضا نقرر من باب المسألة قبول إنزال ثلاثة مدافع يختارها الأميرال، وإذا أبى وأصر تلقى عليه مسئولية التعدي وذلك بعدم المجاوبة إلا بعد إطلاق القنبلة الخامسة. وقد بلغ راغب باشا الأميرال سيمور ذلك بالخطاب الآتي:
الإسكندرية في 10 يوليه سنة 1882
حضرة الأميرال
طبقا لما سبق أن وعدتكم به في أثناء المحادثة التي دارت بيني وبينكم هذا الصباح، رفعت لسمو الخديو في اجتماع حافل بالنظار وكبار موظفي الحكومة الشروط المدونة في الخطاب الذي تكرمتم بإرساله إلى قومندان الإسكندرية في بكرة هذا النهار، وذكرتم فيه أنكم نويتم تنفيذ أغراضكم المبينة بخطابكم إليه يوم 6 من الشهر الحالي في فجر الغد (11 الجاري)، وذلك إذا لم تسلم لكم مؤقتا البطاريات القائمة على برزخ رأس التين وساحل ميناء الإسكندرية الجنوبي لتجريدها من السلاح قبل هذه المهلة.
وإني لآسف يا حضرة الأميرال أن أعلمكم بأن حكومة سموه تعتبر هذا الطلب غير مقبول، وإنها لا ترغب قط في تكدير صفو العلاقات بينها وبين بريطانيا العظمى، ولكنها لا تستطيع أن تعترف بأنها اتخذت أي تدبير يمكن أن يعتبر تهديدا للأسطول الإنكليزي، سواء أكان ذلك من جهة إقامة أعمال في الحصون أم من ناحية تركيب مدافع بها أو استعدادات حربية.
ومع ذلك فنحن مستعدون أن ننزل ثلاثة مدافع من البطاريات التي أومأتم إليها؛ لنبرهن لكم على أميالنا السلمية ورغبتنا في تلبية طلبكم على قدر الإمكان.
وإذا كنتم تصرون رغم هذه التقدمة على إطلاق النار فالحكومة المصرية تحفظ لنفسها الحق، وتلقي مسئولية هذا العمل العدائي على عاتقكم.
وتفضل يا جناب الأميرال بقبول ... إلخ.
Page inconnue