فأنت أيها الرجل ليس هناك من سبر أغوارك،
وأنت أيها البحر ليس هناك من يعرف كنوزك الخفية،
ما أكثر غيرتكما وحرصكما على الاحتفاظ بالأسرار،
وهكذا تمر قرون لا تحصى
وأنتما تتصارعان بلا شفقة ولا ندم؛
لفرط حبكما البطش والموت،
أيها المصارعان الأبديان، أيها الأخوان اللدودان. (من قصيدة
بودلير ، «الرجل والبحر»). ⋆ «إن الحاجة الشاملة المطلقة التي تؤدي إلى نشوء الفن، مصدرها أن الإنسان وعي مفكر ، والإنسان يصل إلى (يدرك؟) وعيه بطريقتين؛ أولا يدركه نظريا، ومن جهة ثانية يدركه عمليا، بقدر ما يملك من غريزة خلق ذاته هو نفسه في الموضوع المعطى مباشرة، يعني في الموجودات والكائنات الخارجية. وهذه الغاية يصل إليها الإنسان بتطوير الأشياء التي هي خارجه. ويفعل الإنسان هذا بوصفه حرا، وينعم من خلال ... بطبيعته الخاصة التي أضفاها على الخارج ومدها إلى الأشياء الخارجية. وهذه الحاجة تجتاز أشكالا متباينة حتى تبلغ هذا الخط من إنتاج الإنسان لذاته، وهو الأثر الفني»،
هيجيل . ⋆ «والفنان الذي أراده العهد البرجوازي بمثابة فرد على الهامش، وصوره بصورة رجل مجنون، نسيج وحده، هو على العكس - إذا نظرنا إلى أعماق الأمور - أكثر الناس سلامة وحسا اجتماعيا وأكثرهم خلوا من الانحراف عن الجوهر والانزلاق، وهذا الوضع يسمو كلما سما قدر الفنان وكان أعظم.»
15 ⋆
Page inconnue