[ الفصل الأول]
وأما الفصل الأول وهو الكلام في الوجه الذي لأجله بدأ بذكر الله، وثنى بالصلاة على رسول الله، وثلث بالصلاة على آله.
أما الوجه الأول: الذي لأجله بدأ بذكر الله فلدلالة العقل والسمع.
أما العقل: فلأنه هو المنعم على على جميع الخلق بجميع النعم فإذا كان هو المنعم بها وجب شكره عليها؛ لأن شكر المنعم واجب فلذلك بدأ بذكره.
وأما السمع [ 2ب ] فالكتاب والسنة.
أما الكتاب فقوله تعالى:{فاذكروني أذكركم} وقوله تعالى:{فاذكروه ذكرا كثيرا} وقوله تعالى:{ وإن تشكروا يرضه لكم} وقوله تعالى:{الحمد لله رب العالمين} فهذا إلهام من الله تعالى لذكره.
وأما السنة: فما روي عن النبي صلى الله عليه وآله [ ] أنه قال: ((كل أمر ذي بال لم يذكر عليه اسم الله فهو أبتر)) وقيل أقطع، وقيل وقيل خداج)). والمراد بقوله ذي بال أي أمر تخطر وقيل له خطر، وقوله أقطع أي منزوع منه البركة، وذلك لأن بذكر الله تعالى تحصل البركة وتطمئن القلوب كما قال تعالى:{ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
Page 3