181

ألست ترى كتب الربيع ورسله ... يقولون ها ذاك الربيع على الإثر نسيم نسيب للحياة بلطفه ... يجر فويق الأرض أردية العطر

وترب بأنفاس الربيع معنبر ... فيالك من طيب ويالك من نشر

وغيم يحاكي راحتيك كأنه ... على المسك والكافور يهطل بالخمر

فروح بشرب الراح روحك إنها ... لفي تعب من وقعة البيض والسمر

ودم لا قتناء الملك في أكمل المنى ... وفي أرفع العليا وفي أطول العمر

وأنشدني أبو سعد بن دوست «1» لنفسه فيه:

للأمير المظفر العالم العا ... دل فينا أبي المظفر نصر

كرم في شجاعة وسخاء ... في وفاء ودولة مع نصر

ومعال لو رامها بختنصر ... يوم فخر أعيت على بختنصر

فبه نقطع الخطوب ونفري ... وبه ندفع الكروب ونصري

وانتبذ الركض بالمنتصر إلى محال الأتراك الغزية، ولهم «2» صغو «3» إلى الدولة السامانية، فأخذتهم المذمة من خذلانه، وحركتهم الحمية [103 أ] لعونه على شأنه.

وتذاكروا بينهم شرف آل سامان وما تعرفوه قديما من بركات ذلك البيت «4» القديم، والشرف «5» العميم. وسار «6» بهم «7» مصعدا حتى لحق بأيلك الخان وذلك في شوال سنة ثلاث وتسعين وثلثمائة. وعندها دلف أيلك للانتصار من المنتصر في جيوش الترك، يستعر في طلب الثأر استعار النار، حتى أناخ بحدود سمرقند.

Page 189