محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)
فأخذها الناس في أفواههم وقال عمر ما كأني سمعتها
وانحاز الانصار في سقيفة بني ساعدة وتشوفوا إلى الخلافة واشتعل علي بالمصاب العظيم
واجتمع المهاجرون بأبي بكر وأفصح
فقال بعض الأنصار منا أمير ومنكم أمير وكثر اللغط
فأخذ أبو بكر بيد عمر وبيد أبو عبيدة بن الجراح وقال رضيت لكم هذين الرجلين
وقال عمر لا تأمر على قوم فيهم أبو بكر
وقال غيره رجل ارتضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا أفلا نرضاه لدنيانا
فبايعه عمر وبايعه المهاجرون ثم الأنصار
فقام أبو بكر فخطب بما ينبغي
وقال أيها الناس أطيعوني ما اطعت الله ورسوله وإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم
وسأل أبو قحافة فقيل له بويع أبو بكر فقال لا مانع لما أعطى الله
وكملت البيعة يوم الثلاثاء
وفيها غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى غسله عمه العباس وعلي بن أبي طالب والفضل بن العباس وأخوه قثم
وكان يصب الماء أسامة بن زيد وشقران وعلي بن أبي طالب يدلكه في قميصه وكان في ثلاثة أثواب بيض سحولية أي نسج القرية التي يقال لها سحولا
واختلف في مكان دفنه فقال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض فحفر له في مكان فراشه)
وكان أبو عبيدة وأبو طلحة يحفران للموتى احتسابا لله ورغبة في الأجر
وأبو عبيدة يشق وأبو طلحة يلحد
فبعث إليهم العباس وقال اللهم اختر لنبيك فوجد أبو طلحة يلحد له
وكان صلى الله عليه وسلم جمع أهله ونساءه في بيت عائشة وأعلمهم بحضور أحله فبكى وبكوا فقال من يصل عليك يا رسول الله وكأنهم سألوه عن الخلافة بعده
فقال (مهلا عليكم غفر الله لكم وأجزاكم خيرا عن نبيكم)
إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على شفير
Page 118