عند الله) فبكى أبو بكر
فقال (على رسلك يا أبا بكر)
ثم قال سدوا هذه الأبواب التي في المسجد وهي جعلها بعض الصحابة مرفقا لمنزله إلا باب أبي بكر
وقال في مرضه (مروا أبا بكر فليصل بالناس)
وكان أبو بكر غائبا فصلى عمر بالناس وسمع صوته بالتكبير فقال أين أبا بكر يأبى الله ذلك والمسلمون
مروا أبا بكر
فصلى أبو بكر
وقال لو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن صحبة وايخاء حتى يجمع الله بيننا عنده
ومرض صلى الله عليه وسلم أربعة عشر يوما
ولما كان يوم الاثنين الثامن لشهر ربيع الأول من سنة إحدى عشر من الهجرة ووافق شهر اشتنبر وهو اليوم الذي قبض فيه خرج إلى الناس وهم يصلون الصبح ففرح الناس وهم في الصلاة ووسعوا له الفرجة وأشار إلى أبي بكر أن يثبت
فجلس إلى جانب أبي بكر عن يمينه وصلى قاعدا
وكان أمر أسامة بن زيد على بعث ودعى وطعن في امارة المنافقين فتوقف أسامة لأجل مرضه صلى الله عليه وسلم وقال اكره أن اسأل عنه الناس
وتوفي صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى من ذلك اليوم
قالت عائشة رضي الله عنها لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد اضطجع في حجري فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر بيده سواك فنظر إليه فعلمت أنه يريد السواك
فقلت آخذه لك فأشار برأسه نعم فأخذته ولينته وأعطيته إياه فاستن به جيدا ووضعه
ثم ثقل في حجري فنظرت إليه فإذا بصره شخص وهو يقول بالرفيق الأعلى من الجنة فعلمت أنه خير فقبض
قالت فمن سفهي وحداثة سني وضعت رأسه على الوسادة وقمت مع الناس أضرب وجهي
فقال عمر ما مات ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى
ثم دخل أبو بكر
وكشف عن وجهه وقبله وبكى ثم خرج إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم
وقال أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
ثم قرأ وما
Page 117