وصرتمْ تماطلونَ ... متى يقضمُ الحِمارْ؟
الحُماحمي
محمد بن علي بن إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. ينزل حلب. قال أبو هفان: ليس في بني هاشم من المُحدثين أشعر منه في الغزل بعد إبراهيم بن المهدي، والعباس بن الحسن العلوي. وقال: إنه لقب بالحُماحمي لأنه مر به إنسان يبيع الحُماحم فصاح به: يا حُماحمي يا حماحمي، فلقب بذلك.
وأنشد له أبو هافان:
كمْ موقفٍ لي ببابِ أذكُرُه ... بلْ لستُ أنساهُ ينسى نفسه أحدُ
نزهتُ عيني في حُسن الوجوه بهِ ... حتى أصاب بعيني عيني الحسدُ
وأنشد له أبو هفان يهجو رجلا نزل عليه بالجزيرة:
يا رياح بن عُقبةَ بن أبي رَمْ ... ثةَ يا شرَّ منْ حوته الرجالُ
قد نزلنا عليكَ أمسِ سمانًا ... وغدًا نغتدي ونحنُ هِزالُ
لا سقى الغيثُ كفرَ تُوثا بلادًا ... لا ولا أهلها ولا الأطلالُ
أراد بالأطلال جمع طل من الندى، مثل نهر وأنهار.
أنشدني أبو العيناء قال: أنشدني الحماحمي لنفسه:
وما ذكرْناك إلا كان متصلًا ... ببظْرِ أمك إمساسٌ وإغرازُ
أنشدني أبو العيناء قال: أنشدني الحماحمي لنفسه
ولي عمٌّ يضنُّ بما لديهِ ... ويزعمُ أنَّ رزقي في يديهِ
نزلتُ بدارهِ فخرجتُ فيها ... ونكْتُ حظيتيه وخادميهِ
وأنشدني أبو العيناء قال: أنشدني الحماحمي لنفسه:
ما كنتِ منْ شكْليِ ولا كنتُ منْ ... شكْلكِ يا طالقةُ البتهْ
غلطتُ في أمركِ أُغلوطةً ... فذكرتني بيعةَ الفلتهْ
وأنشدني أيضًا قال: أنشدني الحماحمي لنفسه:
أراكَ تقلُّ في قلبي وعينيِ ... كأنك من بني الحسنِ بن سهْل
محمد بن مخلد بن قيراط
المدائني الكاتب، له أشعار جياد. أنشد أحمد بن زهير عن دعبل له:
كمْ منْ مضيق بالفَضا ... ءِ ومخرجٍ بينَ الأسنَّهْ
تُخْطي النفوسُ على العِيا ... نِ وقد تُصيبُ على المظنهْ
وأخذه من قول القائل:
ألا رُبُّما كانَ التصبُّرُ ذِلةً ... وأدْنى إلى الحالِ التي هي أسمجُ
ويا ربَّمَا ضاقَ الفضاءُ بأهلهِ ... وأمكنَ منْ بينْ الأسنةِ مخرجُ
ومن قول محمد بن مخلد، وكان من أحذق الناس بإخراج المعمي حدثني عنه بذلك أحمد بن شداد:
يا صاحبيَّ بحقّ باعثِ أحمدِ ... وبحقِّ أحمدَ والوصيِّ المهتدي
لا تلحيا ذا صبوةٍ بتهدّدِ ... ليسَ الحسودُ على الهوى بمؤيدِ
قُولا لظبيٍ عندَ رملةَ أغيدِ ... طاوي الحشا بادي المحاسنِ أصيد
هل منْ سبيلٍ للوفاءِ بموعد ... لأخي هوى تفديك نفسُ محمدِ
ألفَ السهادَ وأنت غيرُ مسهدِ ... منْ نامَ أغفل شجوَ منْ لم يرقُدِ
منْ بالرُّقادِ لمُستهامٍ أرمدِ ... يذري الدموعَ كلؤلؤٍ متبددِ
نفدَ العزاءُ وحبُّه لم ينفدِ ... بذَّ العزاءَ هوى يروحُ ويغتدي
قد قلتُ حين هجرتَ غيرَ مُسددٍ ... وحلتُ من سبب الهلاكِ بموردِ
وعلمتُ أنك إن عزمتَ قطيعتي ... في اليومِ ألفى ميتًا أو في غدِ
هذا وربَّ مُؤبدٍ مستغلقٍ ... فيه البزاةُ مع الصقورِ وأفهُدِ
قومتهُ في ساعةٍ وحسبته ... وزنته حتى تبين في يدي
فوجدته بيتًا صحيًا بينا ... سهلًا على لحن الغناءِ لمنشدِ
قلْ للمليحةِ في الخِمارِ الأسودِ ... ماذا صنعتِ براهبٍ مُتعبدِّ؟
الفضل بن هاشم
ابن جُدير البصري، يكنى أبا أحمد، سفيه، خليع، فاسق، وهو يقول:
أنا فضلُ بنُ هاشمِ بن جُديرِ ... لمْ أقل مُذْ خُلقتُ كِلمةَ خيرْ
وله أشعار في الأقذار، يصف نفسه بشهوتها، وهو أول من سُمع به ذكر ذلك، وقد قال أبو العبر الهاشمي شعرًا كثيرًا في هذا المعنى، ولكن الفضل أسبقُ.
وقال أبو العبر في شعره:
1 / 30