حان الوقت الذي نحرر فيه بلادنا من السيطرة الأوربية في العلوم والآداب والفنون، وما أدعو إلى غض أبصارنا عما في أوربا من آثار العقول، فهذا كلام لا يقوله رجل متخرج في السوربون.
وإنما يجب أن نروض أبناءنا على الشعور بأن لهم أدبا وعلما وفنا، يجب أن نروض أبناءنا على الشعور بأن لنا عقولا وأذواقا وأحاسيس.
يجب أن يفهم أبناؤنا أننا صالحون لبناء مجدنا الأدبي والعلمي بأيدينا.
يجب أن يكون مفهوما أن العرب صلحوا مرة للأستاذية العالمية نحو ثلاثة قرون.
يجب أن يكون مفهوما أن اتخاذ اللغات الأجنبية لغات تدريس في المعاهد والكليات هو اعتراف خطر بأن لغتنا فقيرة وأننا فقراء، وقد حاربت هذه النزعة في مصر وأنا اليوم أحاربها في العراق.
أيها الصديق
تلك كلمتي إليك، وما يهمني أن أنتصر عليك.
وإنما يهمني أن تفكر في الموضوعات التي طفت بها طوافا في هذا المقال، وأن تحاول بقلمك أن تخلق لها أنصارا من أهل الأدب والبيان.
لقد لقيتك وفي يدي سيف وأنا أعرف أنك ستلقاني وفي يدك غصن من الزيتون.
وسبحان من لو شاء لهدانا جميعا إلى سواء السبيل.
Page inconnue