هنيئا مريئا غير داء مخامر
لعزة من أعراضنا ما استحلت
جعل الله بلادكم من حصون اللغة العربية أبد الآبدين، وتقبل تحية المشتاق إليك وإلى إخوانك المحررين في مجلة «المكشوف».
الفصل الثاني والثلاثون
غزال يترنح في شوارع بغداد
صديقي
هاك القصة الآتية:
استأنفت أعمالي بالأمس في الساعة الخامسة بعد الظهر، وما زلت أدرس وأراجع حتى رأيتني في الساعة الثانية بعد نصف الليل فهالني الأمر، لأني قضيت تسع ساعات في نفس واحد، وأسرعت فأويت إلى فراشي، ولكني استيقظت قبل الشروق، فعدت إلى العمل من جديد، وظللت كذلك حتى الظهر، فلم يكن بد من الطواف على شاطئ دجلة لأريح أعصابي، فكانت تمر السيارات فيسلم علي راكبوها بدون أن أعرفهم فأقول في نفسي: هؤلاء أهل ليلى المريضة في العراق.
وفي رجوعي إلى البيت رأيت رجلا يقود غزالا في شارع الرشيد غزالا وحشيا من سكان الصحراء، فاستوقفت الرجل.
وقلت: يا عمي، بكم تبيع هذا الغزال؟ فقال: تريد كلمة واحدة؟ فقلت: نعم! فقال: ثمنه ثلث دينار، فاستصغرت الثمن وتجاهلت كلمته. ثم قلت: ثمنه دينار؟ فقال: نعم، ثمنه دينار.
Page inconnue