============================================================
61 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ولؤأني بليت هاشمي حولته بني عبد المداني لهان علي ما ألقى ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني ثم يظهر بطلان الاعتقاد ممن يعتقد ذلك في أفوله ويقول "دلا أحب الآفلين) إلى استيفاء تلك المظاهر، فقال: { لئن لم يهدني رئي لأكونن من القؤم الضالين [الأنعام: 77].
فلا تعتقد آن خليل الله تعالى القلية جهل ما يجب لله تعالى ويجوز له ويستحيل عليه وفهمته أنت مع قوله تعالى: ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين [الأنبياء: 51]. مع وحود العصمة وكونه ححة الله على عباده.
اص وأما الصبر فإن التوكل يقتضيه، كما آن الصدق تقتضيه التقوى؛ إذ كل متوكل صابر على ما يرد من الله تعالى، والصبر من المقامات العلية وهو يدخل في كل مقام، ولذلك يؤتى أجره مرتين، وقد قال تعالى: والله يحب الصابرين [آل عمران: 146].
وقال تعالى: والصابرين في البأساء والضواء وحين البأس} [البقرة: 177] فانظر كيف مدحهم بهذا الوصف وحث على الصبر في قوله تعالى: *ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} [النحل: 126].
وقال تعالى: إنما يوفى الصابرون أخرهم بغير حساب [الزمر:10].
وكيف قال لنبيه: واصبر وما صبرك إلأ بالله} [النحل:127] .
بيد أن البشر لا يستطيع الصبر على هذه المكاره إلا بالله تعالى وبقوته وبتأييده وعنايته، والأحاديث في الصبر وعلو درحته كثيرة مشهورة.
فأما الواحدون للصبر في البأساء والضراء وحين البأس فمنهم سيدنا أيوب القلي وقصته مشهورة، ولقد صبر حتى عجز عنه الصبر والذي ذكره آصحاب التواريخ من أحوال يضيق عنه هذا الكتاب وينبو السماع منه ويتغير له الطباع؛ إذ كانت شفته العليا طت وجهه، والسفلى على صدره، والدود له وجب في جسمه، وهو مع ذلك لا يتحرك منه شعرة إلا بالرضا:
Page 51