============================================================
57 الوحيد في سلوك أهل التوحيد حقت لمثلك الخلة يا إبراهيم وقد قلت: أعذ ذكر من أهواه يا سابق الظعن وخذ ما عندي وخذ مهجتي مني وشنف بعؤد الذكر يا سعد مس معي لتشهده عيني وتسمعه أذني وخذني بعد المال عبدا لخدمة وإن كنت لا ترضى فتفسي به توضى ولما القي إبراهيم في نار النمرود التقاه سيدنا جبريل القليه وهو هابط إلى النار فقال له: آلك حاجة؟ فقال: آما إليك فلا قال: فاسال ربك. قال: هو آعلم بيء فانظر إلى هذه الأمانة على الأسرار الإهية كيف سترها عن جبريل التليهل مع كونه رسول الله وأمينه على شرائعه والواسطة بينه وبين آنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام- فلم يسمح له بذلك، ورد العلم إلى الله تعالى فيه؛ لأن قلبه خزانة الملك، والأسرار وديعة الله تعالى في قلبه، ووقوع ذلك الاختيار في مثل ذلك الموطن يتحقق به
من هو أهل لها، والملك أعلم بما أودع في خزائنه وليس له أن يبديه بلسانه ولا يظهر السؤال للملك ولا يعترض عليه في فعله في ملكه وهو أعلم لقوله تعالى: {الله أغلم حيث يجعل رسالته} [الأنعام:124] .
وقد قال تعالى: وإبراهيم الذي وفى} [النجم:37].
وقد قلت: ولقد جعلث السر فيك مكتما عن سر سري وعن قؤلي وعن ملكي 9 وأخفيته عنه وفيه عن الخفا حتى أخفي وخفي عن دارة الفلك وأصونه مني وعني غيرة مني عليه وإني زميت بمهلك اي رضيث عذاب جسمي نعمة منه علي وسيره لا يهتك وقد جاد إبراهيم القلي بالملك أولا، ثم جاد بالولد ثانيا، ثم جاد بالروح ثالثا قال الله تعالى (قلنا يا نار كوني بؤدا وسلاما على إبراهيم} [الأنبياء: 69] .
أما قول الخليل الليلا: (بل فعله كبيرهم هذا) بعد أن فجعلهم جذاذا إلا
Page 47