============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد ما لي سواك وإن عجزت بحيلة أغنيتني عن حيلتي وتخئلي فأنا الذي إن صح أتي عبدكم لا مثل لي لا مثل لي لا مثل لي والمتوكلون على الله تعالى في صفاقم متفاوتون، فمنهم من يرى توكله علة في توكله إذا كان يستدعي بتوكله منه الرزق، فهو علة إذ الحق مستحق أن يلجأ إليه ويتوكل عليه من غير إطعام ولا إرزاق، فالتفويض آولى؛ إذ هو من حقائق المتوكلين وطرائق العارفين، ألا ترى إلى قوله تعالى عمن آمن من آل فرعون: وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) [غافر:44] .
وقوله تعالى: ألا يغلم من خلق وهو اللطيف الخبير [الملك:14].
وقوله تعالى: ومن يتوكل على الله فهو حسبة} [الطلاق: 3].
فإذا كان الله تعالى حسبه وهو العالم بمصلحته من نفسه فلا حاجة إلى استدعائه في توكله شيئا، فإن استدعاءه علة في توكله، أو قمة بخالقه، أعوذ بالله تعالى من ذلك.
لب الاختيار والتسليم والتسليم وسلب الاختيار من حقائق المتوكلين، وصفات المتوجهين؛ لآن التوكل يستدعي التفويض، والتفويض يستدعي التسليم، والتسليم يستدعي سلب الاختيار.
وسلب الاختيار حالة يستوي فيها القرب والبع والحياة والموت، والجنة والنار والسعادة والشقاوة، والعلم والجهل، والخير والشر، والإعراض والإقبال، والمنع والعطاى والعز والذل.
ترتفع فيه الأغيار ويتساوى فيه الليل والنهار والدنيا والآخرة والعاجلة والآجلة، لا تتناقض عليه حالة بحالة غيرها ولا له مطلوب يرجوه ولا مرهوب يخشاه، قد ترك اختياره لاختياره وعمله لعلمه وإرادته لإرادته، قد سلب اختياره وظهرت آعذاره.
وهو كما قلت: لم يثق لي فيما أريد إرادة كلا ولا لي في العوالم مطمع سلب اختياري في هواك فحيثما دفعت به أيدي اختيارك أدفع فأنا المريد لما ثريد حقيقة لا أنثني لا ارتجي لا آجزع
Page 44