280

Unique dans la conduite

Genres

============================================================

20 الوحيد في سلوك أهل التوحيد هذه الحكاية؟ فقال: والله يا ولدي كنت في بيتي فسمعت قائلا يقول لي: يا جبريل، قم فاخرج إلى البحر وانغمس فيه، واقسم على الله تعالى بهذا الاسم يطلع النيل.

فقمت وفعلت ما آمرت به. فقلت له: يا سيدي، بالله عليك، آفدني هذا الاسم فقال: والله يا ولدي حين رفعت رأسي من الماء لم أعرف منه شيئا.

وحكي عنه أيضا قال : كنت أخدم الشيخ جبريل ابتداء مني من غير مشورة الشيخ أبي الحجاج، وكنت عند الشيخ أبي الحجاج في زاويته، فكلما طلبني يقولون له: هو عند الشيخ جبريل قال: فحصل في نفسه من ذلك شيء قال: فبقيت في تلك المدة تغيب صورته عني ولم أشهد في قيامي وقعودي إلا الشيخ مفرج قدس الله تعالى روحه- فقلت في نفسى: لعل نسبتى من الشيخ مفرج فخرحت من الأقصرين، وجثت إلى دمامين، فرأيت الشيخ مفرج واقفا وهو يحفر في بثر الساقية، فبقيت واقفا طويلا إلى آخر النهار فقال ليء يا صبي، تعال إلى هنا، من تكون؟ فقلت: أنا ابن بنت الشيخ أبي الحجاج فقال: ما حاجتك؟ قلت: والله يا سيدي لي مدة كلما قمت وقعدت أراك ولا أرى الشيخ أبا الحجاج فقلت لعل نسبتي من عندك. قال: فبكى الشيخ مفرج وقال: والله يا ولدي ليس الأمر كذلك، ولكن حدك متغير عليك، فصار يظهر لك في صورني، قال فخرجت من عنده، وجيت إلى قوص وإلى سوق الغرابليين، وهناك مسجد معلق، فطلعت إليه فوجدت فقيرا أرمنيا راقذا في المسحد وتحت رأسه لبنة قال: فابتدرني وقال: يا عبد الغفار، أنا طلبتك من الله تعالى، ارجع إلى الأقصر وادخل على جدك فإنه يطيب عليك قال: فرجعت إلى الأقصرين، فدخلت على الشيخ في بيته وكشفت رأسي، ووقفت في الاستغفار.

فبينما أنا واقف وإذا بالشيخ جبريل قد دخل بنا وعليه درواسه وإسباطة يتوكا عليها كالعكاز، فجلس إلى جانب الشيخ وقال له: يا ابن عمى، عندك المريدون كثير والأتباع والفقراء، وهذا بيني وبينك، تتحصر منه في خدمته لي حتى قججه فيروح إلى دمامين وإلى قوص؛ فقال الشيخ أبو الحجاج: لا والله، يا فقراء، أقبلوا عليه، ثم قال لي: يا عبد الغفار، من اليوم التزم خدمة الشيخ جبريل، ولا يخدمه إلا آنت،

Page 280