174

unavailable

كشف شبهات الصوفية

Maison d'édition

مكتبة دار العلوم

Lieu d'édition

البحيرة (مصر)

Genres

سابع عشر: هل النبي ﵌ خلق من نور وهل هو أول مخلوقات الله؟
من المعلوم أن الإيمان بالرسل من أركان الإيمان الستة، كما جاء في حديث جبريل لما سأل النبي ﵌ عن الإيمان قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى» (متفق عليه)، وقد وصف الله الرسل في القرآن بأنهم بشر اختارهم لدعوة الناس إليه وأنهم كانوا يأكلون الطعام وكانوا يعالجون المعاش والسعي في الأرض كبقية البشر، ولم يكن أحد منهم يعلم الغيب، أو يتصرف في الأكوان كما يشاء.
لقد كانت سيرة الرسل وعلى رأسهم محمد ﵌ مبينة أنهم بشر قاسوا ما قاساه البشر من الآلام والأسقام والأوجاع والفتن والبلايا وتضرعوا إلى ربهم ودعوه، وخافوه، وأحبوه كذلك وطلبوا نصرته وعونه ﷾، وكان خاتمهم وخيرهم محمد ﵌ أكمل الرسل في تحقيق عبودية الله ﷾ على نفسه؛ فقد قام من الليل حتى تفطرت قدماه، وأوذي بالله أشد الأذى.
ومن قرأ القرآن، وعلم شيئًا من الإسلام، ودرس سيرة الرسول ﵌ حصل العلم الضروري الذي لا يدافع بأن محمدًا ﵌ هو عبدالله ورسوله، وأنه وُجد يوم وُجد على الأرض بشرًا كالبشر لا علم له بشيء مما كان في الملأ الأعلى كما قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ * مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ (ص:٦٧ - ٧٢)، فالرسول ﵌ أمره الله ﷿ أن يقول هنا: ﴿مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ والملأ الأعلى هم الملائكة عندما أمرهم الله بالسجود لآدم فسجدوا إلا إبليس فكان بينه وبين الرب ﷿ ما كان مما

1 / 201