33
من مصير مشئوم؛ فإن البشر يتلذذون أكثر لسماع الأغاني الجديدة على آذانهم كل الجدة. أما أنت، فدعي قلبك وروحك تتحملان الإصغاء، فليس أوديسيوس وحده هو الذي فقد في طروادة يوم عودته، وإنما هلك كثيرون غيره مثله. هيا، اذهبي إلى مقصورتك، وأشغلي نفسك بأعمالك، المنوال والمغزل. وأصدري أمرك إلى خادمتيك بالمثابرة على أعمالهما. أما الكلام فهو من شأن الرجال، لهم جميعا، وبصفة خاصة لي أنا، طالما لي السلطة في البيت.»
بينيلوبي تبكي وابنها يخاطب العشاق
أما وقد تملكها العجب، فقد عادت إلى مقصورتها؛ إذ أدركت في قرارة نفسها القول الحكيم الذي تفوه به ابنها، فصعدت إلى مقصورتها العليا مع أمتيها، ثم أخذت تبكي أوديسيوس، زوجها العزيز، إلى أن ألقت أثينا، المتألقة العينين، النوم اللذيذ فوق جفنيها.
بيد أن المغازلين انفجروا في صخب خلال الساحات الظليلة، وصلى كل واحد منهم، جميعا، أنه يرقد إلى جوار تلك السيدة، ولكن تيليماخوس العاقل كان هو البادئ بالكلام فقال: «أيا عشاق أمي، أيها المنغمسون في وقاحتكم، دعونا نتمتع الآن بلذة الوليمة، ولا حاجة إلى النزاع؛ فإن سماع مغن كهذا الرجل الشبيه بالآلهة في صوته لشيء عظيم، فإذا ما انبلج الصبح، هيا بنا إلى الاجتماع حيث نتبوأ مقاعدنا، كل فرد منا، كي أعلن لكم كلمتي، لترحلوا فورا من هذه الساحات. أعدوا لأنفسكم ولائم أخرى وكلوا من أطعمتكم، وانتقلوا من بيت إلى بيت. أما إذا راق عيونكم، ووجدتكم من الأفضل والأعظم ربحا لكم أن تبددوا موارد رجل آخر دون رادع، فأسرفوا في تبديدها، ولكني سأستنجد بالآلهة الخالدين، عسى أن يتفضل زوس بالانتقام لهذه الأفعال، وعندئذ تهلكون داخل ساحاتي دون كفارة.»
هكذا تكلم، وعض الجميع على شفاههم، ودهشوا لجرأة تيليماخوس في قوله ذاك.
معركة كلامية بين تيليماخوس وعشاق أمه
فرد عليه أنتينوس
Antinous ، ابن يوبايثيس
Eupeithes
Page inconnue