كان المغني المشهور يغني لهم، وهم جالسون صامتين يصغون إليه، وكان يغني أنشودة عودة الآخيين - العودة المؤلمة من طروادة، التي فرضتها عليهم بالاس أثينا. سمعت بينيلوبي العاقلة، ابنة إيكاريوس
Icarius ، الأغنية الرائعة من غرفتها العليا، فهبطت من مقصورتها، نازلة من الدرجات المرتفعة، ولم تكن وحدها، بل كان معها أمتان، تخدمانها، فلما وصلت السيدة الفاتنة إلى العشاق، وقفت بجانب مدخل الساحة المتينة البناء، وقد أسدلت خمارها اللامع على وجهها، ووقفت أمة مخلصة على كل جانب من جانبيها، ثم انخرطت في البكاء، وخاطبت المغني المقدس قائلة: «أي فيميوس، إنك تعرف أغاني أخرى كثيرة تسحر بها أفئدة البشر، عن أعمال الآلهة والبشر التي يتغنى بذكرها المغنون، أنشدهم إحداها وأنت جالس هنا، ودعهم يشربون خمرهم في صمت. أما هذه الأغنية المحزنة، التي تذيب قلبي في صدري، فكف عنها؛ إذ حل بي دون سائر النساء حزن لا يمكن نسيانه. إنه لرأس عزيز جدا ذلك الذي أتذكره بشوق، إنه زوجي، الذي طبقت شهرته الواسعة أرجاء هيلاس
Hellas ،
31
وخلال أرجوس
Argos .»
32
تيليماخوس ينهر أمه
فرد عليها تيليماخوس الحكيم بقوله: «أماه، لم تنهرين المغني الطيب على تقديمه البهجة بالطريقة التي يتأثر بها قلبه؟ لا يقع اللوم على المغنين، ولكني أعتقد أن زوس هو الملوم؛ إذ هو الذي يعطي كل فرد من البشر الذين يعيشون بعرق جبينهم، ما يشاء. ليس في مقدور أحد أن يغضب من هذا الرجل إذا تغنى بما لاقاه الدانيون
Danaans ،
Page inconnue