340

Le présent des pieux en commentaire des Lumières de la tradition

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

Enquêteur

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

Maison d'édition

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

Genres

رسول الله ﷺ جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: " مروا أبا بكر أن يصلي بالناس "، فصلى أبو بكر تلك الأيام، ثم إن النبي ﷺ وجد في نفسه خفة، فقام يهادى بين رجلين، ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر، فأومأ إليه رسول الله ﷺ أن لا يتأخر، فجاء حتى جلس عن يسار أبي بكر ﵁، فكأن أبو بكر يصلي قائما، وكان رسول الله ﷺ يصلي قاعدا، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ﷺ، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر، وفي رواية: وأبو بكر يسمع الناس التكبير.
" وفي حديث عائشة: تهادى بين الرجلين ".
أي: مشى بينهما معتمدا عليهما مائلا يمينا وشمالا، و(التهادي): مشي النساء والإبل الثقال في تمايل يمينا وشمالا، تفاعل، من: الهدي، وهو السكون.
والرجلان: العباس بن عبد المطلب وأسامة بن زيد، وقيل: علي بن أبي طالب وأسامة، وروي: (يهادى) على ما لم يسم فاعله، كأنه لما اعتمد عليهما فهما حملاه.
" رجلاه تخطان في الأرض " أي: تمدان فيها من الضعف.
" فلما سمع أبو بكر حسه " أي: حركته، وفي الحديث: أنه كان في مسجد الخيف، فسمع حس حية، أي: حركتها، ولعله من باب تسمية المفعول بالمصدر

1 / 348