باعيانهم من أحبار اليهود ذكرهم باعيانهم من اليهود الذين حول المدينة .
وقال قوم: نزلت في مشركي العرب واختار الطبري قول ابن عباس والذي نقوله إنه لابد أن تكون الآية مخصوصة لان حملها على العموم غير ممكن لانا علمنا أن في الكفار من يؤمن فلايمكن العموم وأما القطع على واحد مما قالوه فلا دليل عليه ويجب تجويز كل واحد من هذه الاقوال ومن مات منهم على كفره يقطع على أنه مراد بالآية فعلى هذه قادة الاحزاب مرادون على ما قال ربيع بن انس ومن قتل يوم بدر كذلك .
ومن قال ان الآية مخصوصة بكفار اهل الكتاب قال: لان ماتقدمها مختص بمؤمنيهم فيجب ان يكون ما يعقبها مختصا بكفارهم وقد قلنا إن الآية الاولى حملها على عمومها اولى ولو كانت خاصة بهم لم يجب حمل هذه الآية على الخصوص لما تقدم فيما مضى والذين نصب بأن. والكفر هو الجحود والستر ولذلك سمي الليل كافرا لظلمته.
قال الشاعر:
فتذكرا نقلا رشيدا بعد ما
القت ذكاء(1) يمينها في كافر
وقال لبيد: في ليلة كفر النجوم غمامها يعني غطاها والكافور اكمام الكرم الذي يكون فيه والكفري وعاء الطلعة لانه يستر اللب ومنه قوله تعالى: (كمثل غيث أعجب الكفار نباته)(2) سمي الزارع كافرا لتغطيته البذر ويقال فلان متكفر بالسلاح اذا تغطى به.
وفي الشرع عبارة عمن جحد ما اوجب الله عليه معرفته من توحيده وعدله ومعرفة نبيه والاقرار بما جاء به من اركان الشرع فمن جحد شيئا من ذلك كان كافرا وربما تعلقت به احكام مخصوصة من منع الموارثة والمناكحة والمدافنة والصلاة عليه وربما لم يتعلق بحسب الدليل عليه.
قوله تعالى: " سواء عليهم ءأنذرتهم "
جمع بين الهمزتين أهل الكوفة وابن عامر
---
(1) وتصحيح البيت: ثقلا بدل نقلا ورثيدا بدل رشيدا ورثد المتاع وغيره فهو مرثود: وضع بعضه فوق بعض والثقل بيض النعام ذكاء: الشمس.
(2) سورة الحديد آية: 20.
Page 59