تستصعب لأنه مهيأ لها ميسر لفعلها يسلك سبلها ذللًا وتقاد له علمًا وعملًا فإذا خاللته قلت هو الذي قيل فيه:
مبارك الطلعة ميمونها ... يصلح للدنيا وللدين
﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى﴾ فعطل قوة الإرادة والاعطاء عن فعل ما امر به ﴿اسْتَغْنَى﴾ بترك التقوى عن ربه فعطل قوة الإنكفاف والترك عن فعل ما نهى عنه ﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى﴾ فعطل قوة العلم والشعور عن التصديق بالإيمان وجزائه ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ قال عطاء سوف أحول بين قلبه وبين الإيمان بي وبرسولي وقال مقاتل يعسر عليه أن يعطى خيرًا وقال عكرمة عن ابن عباس نيسره للشر قال الواحدي وهذا هو القول لأن الشر يؤدي إلى العذاب فهو الخلة العسرى والخير يؤدي إلى اليسر والراحة في الجنة فهو الخلة اليسرى يقول سنهيؤه للشر بأن يجريه على يديه قال الفراء العرب تقول قد يسرت غنم فلان إذا تهيأت للولادة وكذلك إذا ولدت وغزرت ألبانها أي يسرت ذلك على أصحابها إنتهى
والتيسير للعسرى يكون بأمرين أحدهما أن يحول بينه وبين أسباب الخير فيجري الشر على قلبه ونيته ولسانه وجوارحه والثاني أن يحول بينه وبين الجزاء الأيسر كما حال بينه وبين أسبابه
1 / 62