### || الباب الثاني في آداب العالم والمتعلم وما يتصل بذلك
[الآداب المتعلقة بالمدرس(الشيخ)]
فنقول وبالله التوفيق ينبغي للعالم أمور: منها:
الإنصاف للقارئ، والإقبال عليه، والتفقد لأحواله، وتمهيدها بما يحتاج إليه، وبما يعينه على طلب العلم، وحسن النظر فيما يسأله عنه والبحث عما التبس عليه، فإن ظهر له أجاب عنه، وإن أشكل قال: الله أعلم؛ فإنها نصف لعلم، ولا يعجل بالجواب حتى يتجلى له، ولا يتكلف في الجواب من غير تحقيق، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم:
(59) ((إن الله يبغض المتكلفين)).
ومنها: أن لا يفرح بقبول أقواله ولا يحزن بردها، ولا يرد من طلب منه الفائدة أو لأجل فقره، ولأجل خموله، بل يتلقى الفقير والغني والشريف والوضيع على السواء.
ومنها: التسوية بين التلامذة في النظرة، واللحظة وإجابة السؤال، لئلا يوغر صدورهم بالإقبال على بعض دون بعض.
ومنها: أن يحسن تأديبهم بضرب الأمثال، وحكايات الصالحين، ويوضح لهم الأمثلة بحسب طاقته ويصافيهم ويودهم ويمازحهم عند أن يسأموا لطول القراءة أو لدقة المسائل ونحو ذلك.
ومنها: أن يبذل لهم النصح في كيفية ترتيب القراءة، وما الذي يبتدئ به المبتدئ وكيف الترقي في ذلك.
والذي رأيناه في ترتيب الدرس أن نقول لا يخلف طالب العلم، إما أن يطلبه في حال الكبر أو في حال الصغر وأيام الشباب.
Page 47