Les fruits recueillis
الثمار المجتناة
Genres
ولم ينازعه أحد في التخطئة، ولو كان القول بالتصويب مذهبا لبعضهم لنازعه فيها كما كانوا ينازعونه في كثير من المسائل لما كان مذهبهم فيها خلاف مذهبه لا يقال أنهم قصروا في الاجتهاد فنكيره عليه السلام إنما أوقع لأجل التقصير لأنا نقول وبالله التوفيق: حقيقة الاجتهاد[عند البصرية] ومن وافقها: بذل الوسع في تحصيل الظن بحكم فرعي عند أكثرهم مطلقا، وعند أقلهم لا من قبل النصوص والظواهر، وعلي عليه السلام قد صرح بلفظ الاجتهاد في الروايتين وحكم بأنه خطأ وفي قولهم: إنما أنت مؤدب. دلالة على دعوى حصول الاجتهاد منهم، حيث عللوا بذلك ولم يقولوه خبطا فشك فيها علي عليه السلام فقسم قولهم إلى: الخطأ والغش في روايتين وإلى الجهل والغش في أخرى لأن المخطئ جاهل فيما اخطأ فيه إجماعا، فلما ثبت أنه عليه السلام قد صرح بلفظ الاجتهاد منهم وثبتت الدلالة على دعوى الاجتهاد وجب أن يحمل اللفظ على حقيقته المعروفة بين أهل الشرع؛ لاقتضاء المقام ذلك ضرورة ولا مقتضى للعدول عنها، ولأن التقصير في استنباط الأحكام الشرعية عن أدلتها وأماراتها لا يسمى اجتهادا في عرف أهل الشرع إجماعا، وروى عنه عليه السلام في نهج البلاغة أنه قال: ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره، فيحكم فيها بخلاف قوله، ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب أراءهم جميعا وإلههم واحد ونبيهم واحد، وكتابهم واحد، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه؟ أم نهاهم عنه فعصوه؟، أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه؟، أم كانوا له شركاء فعليهم أن يقولوا وعليه أن يرضى؟ أم أنزل تعالى دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في تبليغه وأدائه والله تعالى يقول: ?ما فرطنا في الكتاب من شيء?[الأنعام:38]وقال تعالى: ?تبيانا لكل شيء?[النحل:89] وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا، وأنه لا اختلاف فقال سبحانه وتعالى: ?ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا?[النساء:82] وأن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به.
قلت وبالله التوفيق: ولعل هذا جرى مجرى [اقتصاص]الملاحم، لأنه لم يرو عن أحد من الصحابة القول بالتصويب والله أعلم.
وقال عليه السلام: في بعض خطبه: (فيا عجبا ومالي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها).
وروي عنه عليه السلام [وعن] زيد بن ثابت وغيرهما تخطئة ابن عباس في عدم القول بالعول وروي عن ابن عباس أنه خطأ من قال بالعول.
وروي عن ابن عباس أيضا أنه قال: ألا يتقي الله زيد بن ثابت يجعل ابن الابن إبنا ولا يجعل أب الأب أبا.
Page 136