La Stabilité à la Mort

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
70

La Stabilité à la Mort

الثبات عند الممات

Chercheur

عبد الله الليثي الأنصاري

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦

Lieu d'édition

بيروت

ذِكْرُ مَلِكٍ مِنْ قُدَمَاءِ الْمُلُوكِ ذُكِرَ أَنَّ بَعْضَ قُدَمَاءِ الْمُلُوكِ احْتُضِرَ فَجَمَعَ أَوْلادَهُ وَقَالَ قَدْ أطل عَليّ مَالا يُهْرَبُ مِنْهُ وَلا بُدَّ لِلْحَيِّ مِنْهُ وَهُوَ الانْتِقَالُ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ إِلَى دَارِ الْبَقَاءِ وَلَيْسَ يَشُقُّ عَلَيَّ ذَلِكَ فَإِنِّي كُنْتُ مُنْتَظِرًا لِذَلِكَ عَلَى طُولِ دَهْرِي وَمُسْتَعِدًّا لَهُ بِجُهْدِي وَقَدْ أَلْقَى الْحُكَمَاءُ لَيْسَ مِنَ الْحِكْمَةِ أَنْ يَحْذَرَ الإِنْسَانُ مَا يَتَيَقَّنُ وُقُوعَهُ وَكَذَلِكَ قَالُوا إِنَّ مَنْ يَرِثُ مَقَامَهُ نَجَا أَوْلادُهُ فَلَيْسَ مِنْ مُحْكَمِ الأَمْوَاتِ وَأَنَا وَإِنْ يَئِسْتُ مِنَ الْعَوْدِ إِلَيْكُمْ فَقَدْ عَلِمْتُمْ لِحَاقَكُمْ بِي حَقًّا فَإِيَّاكُمْ وَالْبُخْلَ فَإِنَّهُ يُكْسِبُكُمْ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ حَقَارَةً وَإِنَّ الإِحْسَانَ يُزِيدُ فِي صَدَاقَةِ الأَصْدِقَاءِ وَيُنْقِصُ مِنْ عَدَاوَةِ الأَعْدَاءِ وَإِيَّاكُمْ وَمُخَالَطَةَ الأَشْرَارِ وَأَطِيعُوا أَكَابِرَكُمْ وَاحْرُصُوا أَلْسِنَتِكُمْ لِتَبْقَى أَسْرَارُكُمْ مَصُونَةٌ وَلا تُؤْثِرُوا الْمَالَ عَلَى الذِّكْرِ الْحَسَنِ فَإِنَّ الْمَالَ فَانٍ وَالذِكْرُ بَاقٍ

1 / 95