The Seerah - Lessons and Insights

Mustafa al-Siba'i d. 1384 AH
115

The Seerah - Lessons and Insights

السيرة النبوية - دروس وعبر

Maison d'édition

المكتب الإسلامي

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

Genres

أنفسهم: ماذا يكون لو أغضبناه؟ لكان الجواب: انهم يفقدون زعيمهم! وماذا في هذا؟ ماذا في ذهاب زعيم مغرور أنانيٍّ يريد أن يستأثر بشرف المعركة دون من هم أقدم وأخبر منه بالمعارك وشؤونها؟ وهل توازي حياة شخص حياة قبيلة أو أمة من الناس بأكملها؟ لقد حذَّرنا الله في القرآن من نتيجة هذا الاستسلام الجماعي لأهواء المغرورين من الكبراء والزعماء، يقول الله تعالى في قصة موسى مع فرعون:؟فاستخف قومه فأطاعوه، إنهم كانوا قومًا فاسقين، فلما آسفونا؟ أغضبونا باعراضهم عن الحق واتباعهم لطاغيتهم المغرور؟انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين، فجعلناهم سلفًا؟ قدوة للعقاب؟ومثلًا للآخرين؟ [الزخرف: ٥٤ - ٥٦]. ٢ - ما كان من استعارة الرسول ﷺ من صفوان وهو مشرك مائة درع مع ما يكفيها من السلاح، ففيه عدا وجوب الاستعداد الكامل لقتال الأعداء، جواز شراء السلاح من الكافر، أو استعارته على أن لا يؤدي ذلك الى قوة الكافر واستعلائه، واتخاذه من ذلك وسيلة لأذى المسلمين وإيقاع الضرر بهم، فقد استعار الرسول من صفوان السلاح بعد فتح مكة، وكان صفوان من الضعف والهوان بحيث لا يقوى على فرض الشروط على رسول الله ﷺ، يدل على ذلك قوله للرسول حين طلب منه ذلك: أغَصبًا يا محمد؟ فأجابه الرسول ﷺ: بل عاريةً مضمونةً حتى نُؤديها إليك. وفي هذا أيضًا مثلٌ من أمثلة النبل في معاملة المسلمين لأعدائهم

1 / 131