The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna
التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون
Maison d'édition
(المؤلف)
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Genres
﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ فالجنة، عهدتُ إليكم أنكم إن عملتم بطاعتي أدخلتكم الجنة).
٤ - عن ابن جريج قال: (ذلك الميثاق الذي أخذ عليهم في المائدة: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ [المائدة: ١٢] إلى آخر الآية.
فهذا عهدُ الله الذي عهد إليهم، وهو عهد الله فينا، فمن أوفى بعهد الله وفَى الله له بعهده).
٥ - عن الضحاك، عن ابن عباس: (يقول: أوفوا بما أمرتكم به من طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النبي ﷺ وفي غيره، ﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾، يقول: أَرْضَ عنكم وأدخلكم الجنة).
٦ - عن ابن زيد قال: (أوفوا بأمري أوفِ بالذي وعدتكم، وقرأ: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالهُمْ﴾ حتى بلغ ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾ [التوبة: ١١١]، قال: هذا عهده الذي عهده لهم).
وكل هذه الأقوال تصب في المعنى المرأد من آفاق هذه الآية الكريمة.
وقوله: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾، من باب الترهيب بعد الترغيب، أي: وإياي فاخشوا، وإياي فاحذروا، ما أحللت بمن خالف أمري وكذب رسلي، وما أنزلت بالأمم السالفة من النِّقم. وقد جاء تفصيل ذلك في أقوال أئمة التفسير:
١ - عن ابن عباس: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾، أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النَّقِمات التي قد عرفتم، من المسخ وغيره).
٢ - عن السدي وأبي العالية: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ يقول: وإياي فاخشون).
والرُّهْبُ والرَّهْبُ والرَّهْبَة: الخوف. وقد جاء في صيغة الأمر ﴿فَارْهَبُونِ﴾ أي: خافون.
ولا شك أنه أمر يتضمن معنى التهديد. ويجوز أن يكون التقدير: وإياي ارهبوا فارهبون، فيكون إيايَ منصوبًا بإضمار فعل، كما يجوز أن يكون التقدير: وأنا فارهبون على الابتداء والخبر.
وقوله: ﴿وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾.
أمر الله اليهود بالإيمان بالقرآن الذي أنزله على محمد ﷺ، وأخبرهم سبحانه أن في
1 / 216