دعوة الإصلاح في نجد من قبل الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلماها من بعده

Abdullah Al-Mutawa d. Unknown
62

دعوة الإصلاح في نجد من قبل الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلماها من بعده

الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده

Maison d'édition

دار التدمرية

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

السنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Genres

وفي أسفل الدرعية غار كبير؛ يزعمون أن امرأة تسمى بنت الأمير، أراد بعض الفسقة أن يظلمها فصاحت، فانفلق لها الغار، وأجارها من ذلك السوء، فكانوا يرسلون إلى ذلك الغار اللحم والخبز، ويبعثون بصنوف الهدايا إليه. وكان عندهم رجل يزعمونه من الأولياء اسمه تاج؛ سلكوا فيه سبيل الطواقيت، فصرفوا إليه النذور، وتوجهوا إليه بالدعاء، واعتقدوا فيه النفع والضر، وكانوا يأتونه لقضاء شؤونهم أفواجا، وكان هو يأتي إليهم من بلدة الخرج إلى الدرعية لتحصيل ما تجمع من النذور والخراج، وكان أهل البلاد المجاورة يعتقدون فيه اعتقادا عظيما، حتى خافه الحكام، وهاب أعوانه وحاشيته الناس؛ فلا يتعرضون لهم بما يكرهون، ويدعون فيه دعاوى فظيعة، وينسبون إليه حكايات قبيحة، كانوا لكثرة ما تناقلوها وأذاعوها يصدقون ما فيها من كذب وزور، زعموا أنه أعمى، وأنه يأتي من بلدة الخرج من غير قائد يقوده، وغير ذلك من الحكايات والاعتقادات التي ضلوا لسببها عن الصراط المستقيم، وأعرضوا عن إخلاص الدعاء لله وحده رب العالمين. وأما ما يفعل في الحرم المكي الشريف - زاده الله رفعة وتشريفا ـ؛ فهو يزيد على غيره كثيرا؛ ففي تلك البقاع المطهرة تأتي جماعات الأعراب والفساق والضلال والعصيان ما يملأ القلب أسى وحزنا؛

1 / 71