142

دعوة الإصلاح في نجد من قبل الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلماها من بعده

الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده

Maison d'édition

دار التدمرية

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

السنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Genres

ومنهم من يدعو الملائكة وغير ذلك، فنهاهم عن هذا كله، وأخبرهم أن الله أرسله لعبادته سبحانه وحده لا شريك له في جميع أنواع العبادة، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ١٨]، وقال: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البينة: ٥]، وقوله: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢]، وغيرها كثير من الآيات الدالات على وجوب صرف العبادة لمن يستحقها وهو الله جل شأنه، والبعد عن كل أنواع الشرك بالله تعالى.
"دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀"
ولما رأى الشيخ ﵀ ما عليه الناس من البعد عن دين الله تعالى، والانحراف في الأخلاق، وشيوع المنكرات، وتفشي الخرافات في المجتمع إذ ذاك، قام بالجهر بدعوته الإصلاحية المباركة، فرفض أمور الجاهلية كلها وفضح مسائلها وكشف أباطيلها، وذلك من خلال دعوة الناس للرجوع إلى ما كان عليه الصدر الأول من هذه الأمة في عهد الرسول ﷺ وصحابته الكرام والتابعين لهم بإحسان، فسعى لتخليص التوحيد وتجريده من شوائب الشرك، وقام بإنكار التوسل الممنوع شرعا بالأولياء والصالحين، والتبرك بالأشجار والأحجار وغير ذلك، وجهر أيضا بمحاربة البدع وسائر الخرافات مدعما ما يقول بآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول ﷺ وأقوال

1 / 157