300

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

Maison d'édition

دار المسلم للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

السورة بقولة تعالى ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ ومعناه- كما تقدم- وصفه تعالى بصفات الكمال، كما ذكر تعالى فيها خمسة من أسمائه، وهي «الله»، و«الرب» و«الرحمن» و«الرحيم» و«الملك» وهذه الأسماء دالة على بقية أسمائه تعالى، وكل منها يؤخذ منه إثبات صفة من صفاته- تعالى فاسمه- تعالى «الله» يدل على إثبات صفة الربوبية العامة له تعالى صفة ذاتية له تعالى وصفة فعلية، واسماه «الرحمن» «الرحيم» يدل الأول على إثبات صفة الرحمة الذاتية له- تعالى ويدل الثاني «على إثبات صفة الرحمة الفعلية له ﷿» كما قال تعالى: ﴿يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ﴾ (١)، وقوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ على القراءتين يدل على أنه مالك يوم الدين ومليكه.
وأن من صفاته تعالى الذاتية والفعلية أنه مالك، وملك يوم الدين. كما يدل قوله تعالى ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عليهِمْ﴾ على إثبات صفة الغضب له- تعالى-، كما يليق بجلاله وعظمته. وفي إثبات أسمائه تعالى وصفاته رد على نفاتها من المعطلة وغيرهم.
وقد ذكر ابن القيم (٢) ﵀ اشتمال الفاتحة على أنواع التوحيد الثلاثة ثم ذكر أنه دل من هذه السورة على توحيد الأسماء والصفات شيئان مجمل ومفصل، قال: «أما المجمل فإثبات الحمد له

(١) سورة العنكبوت، الآية: ٢١.
(٢) انظر «مدارج السالكين» ٤٨:١ - ٥٩، وانظر: «التفسير القيم» ص٢٦ - ٥٥،٣٥

1 / 303