277

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب

Maison d'édition

دار المسلم للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عليهِمْ﴾ صراط بدل كل من الصراط في قوله ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾، أو عطف بيان (١). و(الذين) مضاف إليه، وما بعده صلة الموصول.
وفائدة هذا التوكيل والإيضاح والبيان، فهو تفسير للصراط المستقيم، وبيان أنه صراط المنعم عليهم (٢)، وفي ذلك شهادة له بالاستقامة على ابلغ وجه وأكده (٣).
وإنما عرف الصراط في الموضع الأول «بأل»، وهنا بالإضافة، لأن طريق الحق واحد أما طرق الشر فهي كثيرة، متعددة متشعبة، كما قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ (٤).
وعن النواس بن سمعان عن رسول الله ﷺ أنه قال: «ضرب الله مثلا صراطًا مستقيمًا وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاه وعلى باب الصراع داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعًا ولا تعوجوا، وداع يدعو فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه، فإنك أن تفتحه تلجه فالصراط الإسلام، والسوران حدود الله، والأبواب

(١) انظر: «معاني القران» للاخفش ١: ١٦٤، «الكشاف» ١: ١١، «تفسير ابن كثير» ١: ٥٧.
(٢) انظر: «تفسير الطبري» ١: ١٧٧، «الكشاف» ١: ١١، «بدائع الفوائد» ٢: ٢٨ - ٢٩.
(٣) انظر: «الكشاف» ١: ١١.
(٤) سورة الأنعام، الآية: ١٥٣.

1 / 280