133

Le Joyau Caché dans la Biographie du Prophète de Confiance

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

Maison d'édition

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِمَّنْ كَانَ يَهْدِمُهَا، وأَدْخَلَ عَتَلَةً (١) بَيْنَ حَجَرَيْنِ مِنْهَا لِيَقْلَعَ بِهَا أَحَدَهُمَا، فَلَمَّا تَحَرَّكَ الحَجَرُ تَنَقَّصَتْ (٢) مَكَّةُ بِأَسْرِهَا، فَانْتَهَوْا عَنْ ذَلِكَ الأَسَاسِ. وقَدِ اشْترَكَ سَادَةُ مَكَّةَ، ورِجَالَاتُهَا في أَعْمَالِ الهَدْمِ والبِنَاءِ، فَقَسَمُوا الكَعْبَةَ وجَعَلُوا لِكُلِّ قَبِيلَةٍ جُزْءًا مِنْهَا، فكَانَ شِقُّ البَابِ (٣) لِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وزُهْرَةَ، وكَانَ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الأَسْوَدِ، وَالرُّكْنِ اليَمَانِيِّ لِبَنِي مَخْزُومٍ، وَقَبَائِلَ مِنْ قُرَيْشٍ انْضَمُّوا إِلَيْهِمْ، وكَانَ ظَهْرُ الكَعْبَةِ لِبَنِي جُمَحٍ، وسَهْمٍ ابْنَيْ عَمْرِو بنِ هَصِيصِ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، وكَانَ شِقُّ الحِجْرِ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ بنِ قُصَيٍّ، ولبَنِي أَسَدِ بنِ العُزَّى بنِ قُصَىٍّ، ولبَنِي عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، وَهُوَ الحَطِيمُ (٤). وقدْ شَارَكَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ مَعَ أعْمَامِهِ في البِنَاءِ، ونَقْلِ الحِجَارَةِ، وكَانَ عُمُرُهُ ﷺ إذْ ذَاكَ خَمْسًا وثَلَاثِينَ سَنَةً (٥). رَوَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ ﵁ يُحَدِّثُ: أَنَّ

(١) العَتَلَةُ: حَدِيدَةٌ كَبِيرَةٌ يُقْلَعُ بها الشَّجَرُ والحَجَرُ. النهاية (٣/ ١٦٣). (٢) تَنَقَّصَتْ: اهْتَزَّتْ. (٣) الشِّقُّ: النَّاحيةُ والجَانبُ. انظر لسان العرب (٧/ ١٦٦). (٤) الحَطِيمُ: على خِلافٍ فيهِ، لكنْ أشهَرُها أنه حِجْرُ إسماعيل ﵇، وسُمِيَ الحَطِيم لاِزْدِحَامِ الناس فيه حتى يَحْطِمَ بعضُهُم بعضًا، وقِيل: لأنَّ العربَ كَانَتْ تَطْرَحُ فيهِ ثِيَابَهَا التي تَطُوفُ فيها، وتتركها حتى تَتَحَطَّمَ وتَفْسُدَ بِطُولِ الزمان. انظر النهاية (١/ ٣٨٨). (٥) هذا هُوَ الصَّحِيحُ في عُمُرِ الرسول ﷺ حينَ بُنِيَت الكعبةُ، وقد ثبت ذلك في مصنف عبد الرزاق الصنعاني - رقم الحديث (٩١٠٦) - وإسناده صحيح.

1 / 136