The Guide and the Guided

Marzuq al-Zahrani d. 1450 AH
65

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

Maison d'édition

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

الإسلامي معقودة من قبل رسول الله ﷺ لجيش يقوده أسامة بن زيد ﵁، وجهه رسول الله ﷺ إلى الشام، فلما وصل إلى مكان يسمى ذي خشب (١)، توفي رسول الله ﷺ (٢)، وفي الوقت نفسه ارتد بعض العرب، فاجتمع أصحاب رسول الله ﷺ ورأوا ضرورة إلغاء جيش أسامة، فلما عزم أبو بكر ﵁ على إنفاذ جيش أسامة ﵁، والحال ما ذكرنا، لم يرض هذا الإجراء كثير من الصحابة ﵃ ومنهم عمر بن الخطاب ﵁، وأشاروا على خليفة رسول الله أن لا ينفذ جيش أسامة؛ لاحتياجه إليه فيما هو أهم، في الأحداث القائمة، لرد خطرها عن الإسلام والمسلمين، والاستقواء بجيش أسامة على قمع المرتدين، وإعادتهم إلى حضيرة الإسلام، وإلا اتسع الخرق على الراقع، وربما تكون فتنة كبرى، يصطلي بنارها المسلمون، وتقوى شوكة الأعداء، ولا ريب أنها مشورة ذات أهمية بالغة، ولها وزنها وقدرها العظيم، وهم مأجورون على ذلك ﵃، غير أن شجاعة الصديق وبعد نظره، وتعظيمه لله ورسوله جعله يأبى أشد الإباء، ويقول لمحبيه والناصحين له: «والذي لا إله إلا هو لو جرَّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله ﷺ ما رددت جيشًا وجهه رسول الله ﷺ، ولا حللت لواءً عقده رسول الله ﷺ» (٣)، لأجهزن جيش أسامة، وآمر الحرس يكونون حول المدينة، فحاوره يزيد الضخم فقال: ما أراك تنحاش لِما قد بلغ من الناس، ولِما يتوقع من إغارة العدو؟، فقال: ما دخلني إشفاق من شيءٍ، ولا دخلني في الدين وحشة إلى أحد بعد ليلة الغار، فإن رسول الله ﷺ حين رأى إشفاقي عليه وعلى الدين، قال لي: «هون عليك، فإن الله قد قضى لهذا الأمر بالنصر والتمام» (٤)، فسمع الصحابة وأطاعوا، وخرج أبو بكر ﵁

(١) هو بضمتين: وادٍ قريب من جبل البيضاء من جهة بواط، على مَسِيرةِ لَيْلة من المَدينة، قال الطرماح: أو كالفتى حاتم إذ قال ما ملكت ** كفاي للناس نهبى يوم ذي خشب (لسان العرب ١/ ٣٥١، والجبال والأمكنة والمياه ١/ ٢٠٧). (٢) مختصر تاريخ دمشق (٤/ ٢٩١). (٣) مختصر تاريخ دمشق (٤/ ٢٩١). (٤) مختصر تاريخ دمشق (٤/ ٢٩١) ..

1 / 69