283

La méthode du cheikh Abdul Razzaq Afifi et ses efforts dans l'établissement de la croyance et la réponse aux opposants

منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين

Genres

٥ - قول ما شاء الله وشئت وما في معناه:
يقرر الشيخ ﵀ خطر هذه الأقوال؛ فيقول: "يجري على ألسنة كثير من المسلمين من قولهم: ما شاء الله وشئت، لولا الله وأنت، ونحو ذلك، وقد نهى النبي ﷺ عن ذلك، وأرشد من قاله إلى أن يقول: (ما شاء الله وحده- أو- ما شاء الله ثم شئت)؛سدًا لذريعة الشرك الأكبر من اعتقاد شريك لله في إرادة حدوث الكونيات ووقوعها، وفي معنى ذلك قولهم: توكلت على الله وعليك، وقولهم: لولا صياح الديك أو البط لسرق المتاع" (١).
عن قتيلة (٢) ﵂: أن يهوديًا أتى النبي ﷺ، فقال: إنكم تُشركون؛ تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. (فأمرهم النبي ﷺ إذا أرادوا أنْ يحلفوا، أنْ يقولوا: ورب الكعبة، ويقولوا: ما شاء الله ثم شئت) (٣).
"والعبد وإن كان له مشيئةٌ فمشيئته تابعة لمشيئة الله، ولا قدرة له على أن يشاء شيئًا إلا إذا كان الله قد شاءه، كما قال تعالى: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٩)﴾ التكوير: ٢٨ - ٢٩، وقوله: ﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (٢٩) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (٣٠)﴾ الإنسان: ٢٩ - ٣٠.
وفي هذه الآيات والحديث: الردُّ على القدرية والمعتزلة نفاة القدر، الذين يُثبتون للعبد مشيئةً تخالف ما أراده الله تعالى من العبد وشاءه.

(١) فتاوى اللجنة (١/ ٧٤٨).
(٢) بِمُثَنَّاه مصغَّرة- بنت صيفي الأنصارية، صحابية مهاجرة، لها حديث في سنن النسائي، وهو الحديث المذكور، ورواه عنها عبد الله بن يسار الجُعفي.
ينظر: الوافي بالوفيات (٧/ ٢٢٨).
(٣) أخرجه النسائي في كتاب الأيمان والنذور، الحلف بالكعبة برقم (٤٦٩٦)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي برقم (٣٧٧٣).

1 / 283