والثالث: أن لا يكون فيه عوض، كالمصارعة ونحوها، ففي ذلك قولان للشافعي ، رجح للمذهب إن كان بغير عوض أو بعوض يكون دفعه على سبيل الرضاء ؛لأنه صارع يزيد بن ركانة.
وروي أن عائشة قالت: سابقت رسول الله مرتين فسبقته في المرة الأولى، فلما بدنت سبقني، وقال: ((هذه بتلك)) أو قال: ((بذلك))
يقال: بدن الرجل-بضم الدال مخففة إذا سمن، وبفتحها مشددة إذا كبر-.
وفي الشفاء عنه : ((ليس من اللهو ثلاثة أشياء ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه فرسه، ورميه بقوسه)).
قوله تعالى:
{وجاءوا أباهم عشاء يبكون، قالوا ياأبانا إنا ذهبنا نستبق }
اقتطف من هذا الكلام ثمرات:
الأولى: أن البكاء لا يكون دليلا على صدق الشاكي.
قال جار الله: ويروى أن امرأة حاكمت إلى شريح فبكت فقال له الشعبي : يا أبا أمية أما تراها تبكي، فقال: قد جاء إخوة يوسف يبكون وهم ظلمة، ولا ينبغي لأحد أن يقضي إلا بما أمر الله.
الثانية: أن المسابقة على الأقدام جائزة، وكذا في الرمي، وقد جاء في التفسير ننتضل (1) .
قوله تعالى:
{فصبر جميل والله المستعان}.
قال جار الله: جاء في الحديث المرفوع أنه الذي لا شكوى فيه، ومعناه لا شكوى فيه إلى الخلق، ولهذا قال: ( إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله )
وقيل: لا أعايشكم على كآبة الوجه، بل أكون لكم كما كنت، وقيل: سقط حاجبا يعقوب على عينيه، وكان يرفعهما بعصاته، فقيل له: ما هذا؟ فقال: طول الزمان، وكثرة الأحزان، فأوحى الله إليه: يا يعقوب أتشكوني، فقال: يا رب خطيئة فاغفرها لي، وقد أخذ من ذلك أن من بلي بحزن أو مصيبة فعليه التأدب والاقتداء بالصبر، والاغتفار، وعدم الشكوى والرجوع إلى الله.
قوله تعالى:
Page 71