{ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين}.
قال الحاكم: دلت على حسن السؤال بالنجاة من الظلمة.
قوله تعالى:
{واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة}
قيل: معناه مصلى، وكانوا خائفين، وفي ذلك دلالة على جواز كتم الصلاة عند الخوف.
قوله تعالى:
{ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم} ظاهر الكلام أن موسى -صلوات الله عليه-دعا عليهم بأمرين:
أحدهما: طمس الأموال.
والثاني: شدة القلوب؛ لأن لا يؤمنوا، والدعاء أقسام:
الأول: أن يسأل الله تعالى النجاة من الظلمة والكفار، وكفاية شرهم، وهذا جائز، فلا إشكال، وقد دل عليه قوله تعالى: {ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين} وغير ذلك.
الثاني: الدعاء بالنصرة على الكفار، وذلك جائز، وقد دل على ذلك قوله تعالى في سورة البقرة:{وانصرنا على القوم الكافرين}.
والثالث: الدعاء بنزول المضرة الدنيوية، كقوله تعالى في دعاء موسى -عليه السلام-:{ربنا اطمس على أموالهم} وهذا في حق الأنبياء جائز؛ لأنه لا يكون إلا بإذن من الله تعالى.
وأما في حق غيرهم فقد قال النواوي في كتاب الأذكار: يجوز ذلك، وبوب له بابا، وقال: قد تظاهرت نصوص الكتاب ,والسنة، وأفعال سلف الأمة وخلفهم، وقد أخبر الله تعالى في كتابه الكريم في مواضع كثيرة عن الأنبياء -صلوات الله عليهم- وقد روى البخاري ومسلم أنه قال يوم الأحزاب: ((ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى)) ودعا على الذين قتلوا القراء، وأدام الدعاء عليهم شهرا يقول: ((اللهم العن رعلا ,وذكوان, وعصية)) ودعا على قريش فقال: ((اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف)) وقد أكثر من الآثار بدعائه ، ودعاء كثير من الصحابة.
Page 53