Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Genres
وما له في الآخرة من نصيب
[الشورى: 20]، كما قال تعالى في قوله:
ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب
[الشورى: 20] وله نظائر كثيرة، وقال في عقبه: { وسنجزي الشكرين } [آل عمران: 145]، وهذا وعد لا وعيد، والوعد يذكر عند فعل مقبول محمود، والوعيد يذكر عند فعل مردود ومذموم؛ والمعنى: سوف نجزي كلا الفريقين على قدر شكرهما، وهو رؤية النعمة، وجزاء الشكر ازدياد النعمة، فمن عمل شوقا على الجنة فقد رأى نعمة الجنة فثوابه في الآخرة، ومن عمل شوقا إلى الحق تعالى، فقد رأى نعمة وجود المنعم فثوابه في الدنيا؛ لأنه حاضر لا غيبة له، قريب لا بعيد،
وهو معكم أين ما كنتم
[الحديد: 4]، وقال:
" ألا من طلبني وجدني، ومن تقرب إلي شبرا، تقربت إليه ذراعا ".
ثم أخبر عن إقامة الشكر في إدامة الصبر بقوله تعالى: { وكأين من نبي } [آل عمران: 146]، إشارة في الآيات: إنه وكم من نبي قاتل العدو، وأعدى العدو هي النفس التي بين جنبي الإنسان، { قاتل معه ربيون كثير } [آل عمران: 146]، قاتلوا العدو والربيون، هي المتخلقون بأخلاق الرب { فما وهنوا لمآ أصابهم } [آل عمران: 146]، من تعب مجاهدات النفس وتضرر رياضتها، ومما ابتلاهم الله به
من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات
[البقرة: 155]، { في سبيل الله } [آل عمران: 146]؛ أي: في سلوك طريق الوصول إلى الله تعالى: { وما ضعفوا } [آل عمران: 146]؛ يعني: في طلب الحق، { وما استكانوا } [آل عمران: 146]؛ يعني: وما رجعوا عن الطريق بالعجز، وما أذلوا نفوسهم بالتفات إلى غير الحق والصد عن سبيل الله، بل شبوا على قدم الطلب واستقاموا كما أمروا وصبروا على ما نهوا عنه، { والله يحب الصابرين } [آل عمران: 146]، عند أحكام مجازي القدر المستسلمين لقضائه والمتحملين أعباء بلائه.
Page inconnue