Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Genres
" أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي "
، فيكون للطالب الملهوف متاعا بالمعروف { كذلك يبين الله } [البقرة: 242] يظهر الله: { لكم آياته } [البقرة: 242]، أصناف ألطافه وأوصاف إعطائه: { لعلكم تعقلون } [البقرة: 242]، بأنوار ألطافه وكمالات أوصافه.
[2.243-245]
ثم أخبر عن فضل الجهاد وبالتعريض حث عليها العباد بقوله تعالى: { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديرهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحيهم } [البقرة: 243]، الآيتين والإشارة فيهما أن قوما لما أمروا بالجهاد في سبيل الله وهو الجهاد الأصغر فجنبوا وخالفوا الأمر وهربوا حذرا من مقاسات شدائد الجهاد، وابتلاهم الله تعالى بموت الأجساد فكيف بقوم أمروا بالجهاد في الله وهو الجهاد الأكبر بقوله تعالى:
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
[العنكبوت: 69].
ثم أخبر أن نفع جهادهم إلى أنفسهم وقال تعالى:
ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه
[العنكبوت: 6]، فإن جنبوا وخالفوا الأمر وفروا من محل مشقة المجاهدة وأعرضوا عن طلب الحق واتبعوا الهوى واشتغلوا بالشهوات واللذات فلا يبتليهم الله بموت القلب بل ولعمري لو لم يمت قلوبهم ما أعرضوا عن الحق في طلب الباطل وفي قوله تعالى:
إن الله لذو فضل على الناس
Page inconnue