Ta'wil des fondements
تأويل الدعائم
Genres
مثل احتياط المؤمن على ما تأدى إليه من العلم والحكمة أن يوصل إليه من قبله بمثل ذلك ومثل من لا يغسل يده من الغمر مثل من يشير ويومى إلى الممنوعين من الحكمة بما عنده منها وهو لم يؤذن له فى ذلك، ومعنى قوله إذا أوى أحدكم إلى فراشه يعنى الستر والكتمان فحافظوا سر دينكم معشر المؤمنين من أن تذيعوه أو تؤموا به إلى الشياطين ممن ذهب إلى غير مذهبكم أو كان منكم ففسق عن أمركم فقد ذكر الله شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض والوحى هاهنا الإشارة والإيماء قال تعالى:@QUR06 «فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا» [1] يعنى أنه أشار إليهم وأومى بذلك فمن فعل ذلك فقد جرى مجرى الشيطان، وغسل الأيدى من الغمر فى الظاهر من السنة وما يستحب لما فيه من النظافة.
ويتلو ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن ترفع الطست حتى تمتلئ، تأويل ذلك أن الطشت فى الظاهر إناء غسالة الأيدى ومن آداب الوضوء فى الظاهر ألا ترفع من بين أيدى الجماعة ليراق ما فيها حتى يغسلوا أيديهم عن آخرهم ولا يرفعها ويريق ما فيها كلما غسل كل واحد منهم يديه كما يفعل ذلك من يجهل السنة فيه، ومثل ذلك فى الباطن ألا يكون من يفيد القوم يقتصر فى الوصية والأخذ فى الكتمان على بعض من يفيده دون بعض ولا يقبل بذلك على بعضهم ثم يقطع القول[2] عن الآخرين فلا يتقدم فى ذلك إليهم ولا أن ينفرد بواحد منهم بذلك دون أحد بل ينبغى له أن يعمهم بالقول بذلك أجمعين لأن ذلك هو آكد وأبلغ فى الوصية لهم والأخذ عليهم.
ويتلو ذلك قول باقر العلم محمد بن على بن الحسين صلى الله عليه وسلم أنه قال رب البيت يتوضأ آخر القوم تأويله أن البيت مثل الدعوة وربها الداعى فإذا أخذ على جماعة من يدعوهم فى كتمان ما سمعوه وطيه عن غير مستحقه فينبغى أن يأخذ أيضا نفسه بذلك وليس فى هذا توقيت- فى الظاهر ولا فى الباطن ولا يجزى غيره فقد يكون رب البيت فى الظاهر إذا كان مع أهل بيته ومع من دونه فى المنزلة يتوضأ قبلهم ويكون إذا حضره من يعز عليه ويكرم نزله ويرعى حقه يقدمه
Page 143