La purification de la croyance des souillures de l'athéisme

Muhammad ibn Ismail al-Amir as-San'ani d. 1182 AH
78

La purification de la croyance des souillures de l'athéisme

تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد

Chercheur

عبد المحسن بن حمد العباد البدر

Maison d'édition

مطبعة سفير،الرياض

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٤هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

خَوَارقَ من الأفعال يتَسمّون بالمجاذيب، فما حكم ما يأتون به من تلك الأمور؟ فإنَّها مِمَّا جُبلَت القلوب إلى الاعتقاد بها. قلتُ: أما المتسمُّون بالمجاذيب الذين يلوكون لفظ الجلالة بأفواههم، ويقولونها بألسنتهم، ويخرجونها عن لفظها العربي، فهم مِن أجناد إبليس اللعين، ومِن أعظم حمر الكون الذين ألبستهم الشياطين حُلَل التلبيس والتزيين، فإنَّ إطلاقَ لفظ الجلالة منفردًا عن إخبار عنها بقولهم (الله الله) ليس بكلام ولا توحيد، وإنَّما هو تلاعبٌ بهذا اللفظ الشريف (١)، بإخراجه عن لفظه العربيِّ، ثم إخلاؤه عن معنى من المعاني، ولو أنَّ رجلًا عظيمًا صالحًا يُسَمَّى بزيد وصار جماعةٌ يقولون (زيد زيد) لَعَدَّ ذلك استهزاءً وإهانةً وسُخرية، ولا سيما إذا زادوا إلى ذلك تحريفَ اللفظ. ثم انظر هل أتى في لفظةٍ من الكتاب والسنة ذكرُ الجلالة بانفرادها

١ حاول بعض المتأخرين الاستدلال لهذا الصنيع بقول الله تعالى ﴿قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى﴾ إلى قوله: ﴿قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾، وقال: "معنى قوله ﴿قُلِ اللَّهُ﴾ لا يكون خطابك لهم إلاَّ هذه الكلمة: كلمة (الله)، وقد ردَّ عليه الحافظ ابن كثير في تفسيره بقوله: "وهذا الذي قاله هذا القائل يكون أمرًا بكلمة مفردة من غير تركيب، والإتيان بكلمة مفردة لا يُفيد في لغة العرب إفادة يحسن السكوت عليها" (إسماعيل) . والكلام هو المفيد، كما قال ابن مالك: "كلامنا لفظ مفيد كاستقم"، والتقدير في الآية: قل الله أنزله، وحُذف لدلالة السياق عليه، قال ابن مالك في الألفية: وحذف ما يُعلم جائز كما تقول زيد بعد من عندكما وفي جواب كيف زيد قل دنف فزيد استُغني عنه إذ عُرف.

1 / 85