ولما حلف مولانا السلطان على هذه الهدنة توجه الأمير فخر الدين أياز أمر حاجب والقاضي بدر الدين بن رزين لتحليف الترنج خلقوا واستقر ذلك.
ذکر توجه مولانا السلطان - عز نصره - إلى البلاد الشامية المحروسة في هذه السنة
ثم إن مولانا السلطان - خلد الله سلطانه - رسم بحضور الأمراء والجند للخروج إلى الشام المحروس لمصالح البلاد والعباد، ولأنه رحمة حيث حل. ولافي ذلك من تسكين وابر العدو، ولما يترتب على ذلك من الهدوء. فلما كان النصف من جمادى الأولى ركب مولانا السلطان - خلد الله نصره - من قلعته، وخيم ظاهر باب النصر، ورحل في ثامن عشره وسار نزل غزة في سابع جمادى الآخرة، ورحل منها في يوم الثلاثاء ثامن وعشرينه ودخل دمشق في يوم الجمعة ثامن شهر رجب فأقام بها مصلحا أحوال جندها، وموقعها الرعب في كل جهة من بلاد العدو قریها و بعيدها، وعينه متطلعة تارة إلى جهة المجرم والعراق والشرق، وتارة إلى جهة الروم وجهة سيس وتارة إلى جهة الغرب واليمن والهند وأوامره تتصرف بكل منظمة ومصلحة، و بلغه حضور الشيخ عبد الرحمن رسولا إلى ابوابه من جهة الملك أحمد فتثبط لأجله مدة ليحضر، فلما لم يحضر ثنى العنان إلى الديار المصرية في سلامة وحفظ ونصر، وعز و بسطة ونفاذ أمر، كما ينتقل البدر من منزلة إلى منزلة والشمس من فصل إلى فصل، فدخل قلمته في خامس وعشرين شهر رمضان من هذه السنة.
Page 43