ومن المشافية أنه إن كانت الرغبة ممتدة الأمل إلى ما في يده من أرض وماء فلا حاجة إلى إنفاذ المغيرين الذين يؤذون المسلحين بغير فائدة تعود. فالجواب عن ذلك أنه إذا كفه العدوان وترك المسلمين وما لهم من مالك مكنت الدعاء، وحقنت الدماء وما أحقه ألا ينهى عن خلق و يانی مثله، ولا يأمر ببر و ينسی فعله. وقنتر طای) بالروم، وهي بلاد في أيدبك وخراجها مجبى إليكم، وقد سفك فيها وفك، وتی وهتك. و باع الأحرار، وأبى إلا التمادي على الإضرار والإصرار.
ومن المشافية أنه حصل التصميم على ألا تبطل هذه الغارات ولا تفتر عن هذه الإشارات، فيعين مكانا يكون فيه اللقاء، و يعطى الله النمر لمن يشاء. فالجواب عن ذلك أن الأماكن التي اتفق فيها ملتقى الجمين مرة ومرة ومرة قد عاف مواردها من سلم من أولئك القوم، وخاف أن يعاودها فيعاوده مصرع ذلك اليوم. فوقت اللقاء عله عند الله فلا يقدر وما النصر إلا من عند الله أن أقدر لا لمن قدر. ولا نحن ممن ينتظر قلتة، ولا ممن له إلى غير ذلك لفتة. وما أمر ساعة النصر إلا الساعة لا تأتي إلا بغتة. والله الموفق لما فيه صلاح هذه الأمة والقادر على إتمام كل خير ونعمة.
ولما انقضى شغل الرسل من أبواب مولانا السلطان وشملتهم الخلع والإنعام التام، توجهوا على الصورة التي حضروا عليها تحت الحفظ والاحتراز التام، لم يجتمع بهم أحد ولم ينظر إليهم ولا رآهم. وتوجهوا فوصلوا إلى حلب في سادس من شوال سنة إحدى وثمانين وستمائة. وتوجهوا منها إلى بلادهم.
Page 16